تقرير: الفساد يضرب ’صقور الجو’.. طلعات وهمية وسرقة وقود طائرات

تضم قاعدة بلد الجوية إلى الشمال من العاصمة بغداد، عناصر القوة الأكثر فتكًا التي تمتلكها القوات المسلحة العراقية متمثلة بسرب من طائرات أف – 16، لكن السلاح الأهم بات في “أيد غير أمينة”، وفق تقرير نشره موقع “iraq oil report”.  

ويقول الموقع في تقرير، إن “برنامج الطائرات العراقية المقاتلة من طراف أف – 16 قد وقع في حالة من الفوضى، حتى أن الطيارين لم يعودوا قادرين على تنفيذ مهام قتالية ضد تنظيم داعش”.  

ويرى التقرير، أن واقع القدرات العسكرية في قاعدة بلد يعطي انطباعًا عن مدى “تدهور العلاقات الأمنية بين بغداد وواشنطن وآثار الفساد المستشري في البلاد”.  

ويبين التقرير، مستندًا إلى معلومات 12 مسؤولاً أمنيًا عراقيًا رفضوا الكشف عن هوياتهم بحسب الموقع، أن “البرنامج العراقي لطائرات أف – 16، والذي كان مثالاً للشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة والعراق في وقت سابق، يشهد حالة من الفوضى العارمة ما يثير تساؤلات حول طبيعة عمل القوات الجوية العراقية وشركة (سالي بورت)، المسؤولة عن تزويد قاعدة بلد الجوية بالطعام وتهيئة أماكن النوم والأمن وإمدادات الوقود”.  

وتتولى شركة “سالي بورت غلوبال” الأمنية، ومقرها ولاية فيرجينيا، مهمة توفير الأمن لسرب طائرات “أف – 16” المكون من 34 طائرة في قاعدة بلد، في حين يقوم مقاولون من شركة “لوكهيد مارتن” بتقديم الدعم الفني والصيانة للطائرات.  

إلا أن غالبية هؤلاء قد انسحبوا نتيجة الهجمات الصاروخية المستمرة منذ أشهر، والتي تنفذها فصائل مسلحة موالية لإيران، بصواريخ الكاتيوشا غالبًا.  

ونقل التقرير عن ضابطين قولهما، إن “أسطول طائرات أف – 16 لا يمكن أن يتلقى الصيانة المناسبة دون خبرات شركة (لوكهيد)، ولم تعد الطائرات قادرة على أداء واجبات أمنية باستثناء 5 منها فقط”.  

فيما تحدث التقرير، عن أزمة أخرى تواجه السلاح العراقي الأهم، متمثلة بعمليات “فساد” تجري على قدم وساق، ينفذها قادة عسكريون كبار.  

ويقول التقرير نقلاً عن لسان ضابطين، إن “عمليات الفساد داخل القاعدة شملت قيام قادة عسكريين عراقيين باختلاق سجلات لطلعات تدريبية وهمية، من أجل التستر على اختلاسهم لوقود الطائرات غير المستخدم”.  

ويبّن أحد الضباط، وفق التقرير، أن “جزءًا بسيطًا من الوقود يستخدم للطائرات ويهرب الباقي منه”، مضيفًا “إنهم يسرقون الوقود”، حيث يقدر حجم الأموال التي يحصل عليها الضباط المتورطون بتهريب وقود الطائرات بين 250 – 500 ألف دولار شهريًا، على حد تعبير الضابط.  

كما يشير التقرير، إلى إن “مهندسين عراقيين أجبروا على توقيع وثائق لمواصلة استخدام أجزاء من محركات الطائرات التي يجب أن تخضع للصيانة أو الاستبدال، على الرغم من المخاطر الجسيمة على حياة الطيارين”.  

ويقول التقرير، إن “وزارة الدفاع العراقية والمتحدث باسم القوات الجوية العراقية، والجنرال العراقي المسؤول عن قاعدة بلد، رفضوا جميعًا التعليق على المعلومات التي تضمنها”.  

وفي آخر هجوم، أعلنت خلية الإعلام الأمن، سقوط 3 صواريخ على قاعدة بلد الجوية التي تضم قوات أمريكية.  

وذكرت الخلية في بيان، الخميس 13 آب/أغسطس، أن “ثلاثة صواريخ نوع كاتيوشا سقطت على قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين”.  

وأضاف البيان، أن الهجوم لم يخلف خسائر تذكر.  

وكان مسؤولون أمنيون عراقيون قالوا، وفق تقارير سابقة، إن “أكثر من 90 في المئة من المستشارين الأمريكيين وعناصر شركتي لوكهيد مارتن وسالي بورت المتخصصة بتشغيل طائرات أف 16 العراقية، انسحبوا من قاعدة بلد الجوية إلى معسكري التاجي وأربيل”.  

ومنذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر، أصبحت القواعد العسكرية العراقية هدفا للهجمات الصاروخية، حيث سقطت عشرات الصواريخ على تلك القواعد، وأسفرت إحداها في 27 كانون الثاني/ديسمبر عن مقتل متعاقد أمريكي.  

وتتواصل الهجمات الصاروخية منذ ذلك الوقت، ضد المصالح الأمريكية في العراق، بشكل شبه يومي، وخاصة السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في وسط العاصمة بغداد.  

كما تصاعد نسق ونوع الهجمات لتشمل عمليات ميدانية تمثلت بعبوات ناسفة استهدفت ارتال الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية التي تمر عبر مدن جنوب البلاد والعاصمة.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *