ناشطون من المثنى يطالبون باجراءات توعوية وقانونية لوقف إطلاق النار بالعراضة العشائرية

 

سجلت محافظة المثنى خلال العامين الاخيرين مقتل واصابة مئات الاشخاص جراء اطلاق النار عشوائيا خلال العرف العشائري السائد في محافظات جنوب العراق والمعروف باسم العراضة العشائرية.

العراضة العشائرية ، عرف عشائري تأسس على مدى ازمان طويلة في جنوب العراق، وهي في المفهوم القبلي مجموعة من الافراد تنتمي الى عشيرة او مجموعة من العشائر تعبر عن تضامنها مع عشيرة اخرى في مواقف الحزن.

وتعبر تلك العشائر عن موقف التضامن من خلال قدوم افرادها الى العشيرة الاخرى في حال موت زعيمها او فقدان شخص له أثر فيها وغيرها ويرافق مجيئها اطلاق نار كثيف من مختلف الاسلحة.

محافظة المثنى احدى محافظات جنوب العراق التي تحولت فيها حالات العراضة العشائرية الى ظاهرة، فلم تخل اي مناسبة من قيام مواطنين بإطلاق النار في الهواء، الامر الذي بات يشكل خطرا على حياة السكان.

الدوائر الصحية في المحافظة سجلت عددا من الاصابات بطلق ناري عشوائي خلال الاسبوع الجاري، وبحسب المصادر الطبية فان العيارات النارية في العراضات العشائرية راح ضحيتها خلال العامين الماضيين المئات بين قتيل وجريح.

اخر الحالات في المثنى سجلت في منطقة الصفران , حيث قتل فيها اربعة اشخاص واصيب 8 اخرون بجروح متفاوتة، ولم ينتهي الامر عند هذا الحد , فقد استخدمت العراضة وإطلاق النار العشوائي في تشييع من سقطوا في العراضة نفسها.

وتشير المعلومات الى ان اغلب الذين يستخدمون السلاح في العراضة هم من صغار السن والمراهقين ، وعادة ما يتم استخدام الأسلحة المتوسطة مثل سلاح ال BKC وهذا ما سبب بوقوع الكثير من الأخطاء الكارثية التي راح ضحيتها الأبرياء.

محافظ المثنى دعا فالح الزيادي الى اعلان الخميس القادم موعدا لعقد مؤتمر عام تحضره كل الفئات في المثنى لمكافحة ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات العامة.

وكانت شرطة محافظة المثنى قد اعتقلت نحو 27 شخصا مطلع الأسبوع في إطار التحقيق بحادثة إطلاق العيارات النارية في العراضة العشائرية التي حدثت يوم الجمعة الماضي وتسببت بمقتل شخصين وجرح ثمانية على الاقل.

ولم تفلح الحكومات المحلية المتعاقبة من الحد من إطلاق النار عشوائيا، ومحاسبة الفاعلين، فيما يرى ناشطون من المحافظة ان القضاء على هذه الظاهرة يتطلب جهودا واجراءات توعوية وتثقيفية فضلا عن قرارات وقوانيين تردع المشاركين في حوادث إطلاق العيارات النارية في العراضة العشائرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *