لأول مرة في التأريخ، السلطة الحاكمة تقوم بانقلاب.
فالحزب الدينقراطي الكوردستاني، حرّكَ بعض الملفات القديمة في محاكم السليمانية ضد شاسوار عبد الواحد، رئيس حزب الجيل الجديد، ويبدو أن محاولات التفاهم بينهما قد باءت بالفشل، وقرر على ضوئها الحزب الدينقراطي الكوردستاني تصفية حركة الجيل الجديد.
كما أن بافل طالباني قد حرّك ملفات قانونية، أصدرت بموجبها محاكم السليمانية مذكرة اعتقال بحق لاهور شيخ جنگي، رئيس حزب السعب، ويبدو أن احتمالية التفاهم بين ولدَي العمّ قد انعدمت.
هذه التصفيات المتزامنة، التي سميتها انقلابا سياسيا من السلطة ضد المعارضة، لم تأتِ عبثا، وليس من أجل إزاحة المعارضة في الانتخابات القادمة، المشكوك في إجرائها.
هذا الانقلاب يُعدّ تهيئة من الحزبين الحاكمين لما بعد التغييرات السياسية التي ستحصل قريبا في العراق واقليم كوردستان.. وهو، بذلك، يُعتبر محاولة منهما للتفرد بالسلطة في كوردستان، بعد انهاء المعارضة، وتقديم نفسيهما كممثلَينِ شرعيَّينِ لكوردستان في المحافل الدولية.
وأعتقد أن هذا الانقلاب جاء بعد مشاورات مع جهات غربية، وبتوصية منها.
ستنجح هذه المحاولات، وستتم محاكمة المعارضة وتحييدها، حسب رغبات الجهات الغربية المُحرِّضَة.
على المعارضة الكوردستانية أن تغير سلوكها، وأن تتخذ استراتيجية تتناغم مع المستجدات القادمة.
ستسعى إيران إلى دعم المعارضة، وانقاذها من براثن الحزبين الحاكمين، إلا أن مساعيها هذه ستبوء بالفشل، لأنها تجيء في الوقت الضائع، فاللعبة قد انتهت، وأنه هناك لعبة جديدة، لا دور لإيران فيها.
د. شوان زنگنه. 21/8/2025