أسامة النجيفي : ما زالت الموصل تئن من أوجاعها ولسنا منسحبين من العمل السياسي


أكد السيد أسامة النجيفي رئيس جبهة الإنقاذ والتنمية بأنه “لا يمكن فهم الأزمة بين بغداد وأربيل خارج نطاق الأزمات التي يعاني منها البلد، لذلك فإن توفر روح وطنية منفتحة تستند إلى الدستور والقانون وتراعي المصلحة العليا قادرة على تفكيك الأزمات لصالح حلول”. وأضاف النجيفي في حوار مع شبكة رووداو الإعلامية ، اليوم الخميس 24 آذار 2022،  أن التدخل الايراني “بالشأن العراقي ومحاولة فرض أجندات ورؤية خاصة والاعتداء على مصالحه وخياراته الوطنية عمل لا يتفق مع أصول العلاقات بين الدول المستقلة”، معتبرا قصف أيران لمدينة أربيل بالصواريخ الباليستية ” اعتداء على سيادة العراق، وتعريض أمنه وأمن مواطنيه للخطر، وهو عمل يفتقد أية شرعية ولا يمكن أن يصنف إلا تحت عنوان العدوان”.

وأعد النجيفي ان “نتائج الانتخابات (المبكرة) وفرت أسبابا جديدة للخلاف بدل حل الخلافات القائمة، ما يعني أنها فشلت فشلا مضاعفا في مبرر قيامها”، مؤكدا عدم انسحابه من العمل السياسي، وقال ان “الانتخابات شيء، والعمل السياسي والأهداف التي نحملها شيء آخر تماماً”.
وأضاف ثمة قناعة عامة تجعل من قضية نزاهة الانتخابات أمر مشكوك فيه، بدءا من قانون الانتخابات، وطريقة توزيع الدوائر الانتخابية، وصولا إلى عدم السيطرة على المال السياسي والسلاح المنفلت واستغلال موارد الدولة وغيرها، ما يؤثر على مصداقية الانتخابات فضلا عن نسب المشاركة المتدنية، برغم ذلك فأننا لسنا منسحبين من العمل السياسي، فالانتخابات شيء، والعمل السياسي والأهداف التي نحملها شيء آخر تماما، إنها مرتبطة بدور وطني وهموم جماهير تتطلع للأفضل.

وأكد النجيفي لا أحد يستطيع أن يزعم أن نتائج هذه الانتخابات قادرة على تحقيق مطالب المتظاهرين العادلة، فأمراض العملية السياسية، وإنسداد آفاقها تلقي بظلال كثيفة على امكانية الاصلاح وتحقيق الأهداف المرجوة. فما زالت الأزمات والصراعات قائمة سواء بين أطراف العملية السياسية أو تلك التي يعاني منها المواطن ما جعلته يفقد الثقة بامكانية تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها .

وأشار النجيفي الى أن ، الوضع السياسي معقد كثيرا، فما يمكن الدفاع عنه نظريا يواجه صعوبات حقيقية في التنفيذ، هناك أخطاء وإشكالات بدءا بالدستور وطريقة فهم مواده وفقراته، وصولا إلى الحديث عن المكونات التي قادت إلى المحاصصة تحت عنوان التوافق أو المشاركة أو أي عنوان، مما جعل العملية السياسية تعاني من عرج واضح في فهم النظام الديمقراطي الذي يقوم في جزء مهم منه على دور كبير للمعارضة التي نفتقدها في مناخنا السياسي لعدم توفر الحماية والفهم الدقيق لمهماتها. إن المصالح الحزبية والفئوية وتأثير الأجندات الخارجية تفعل فعلها في إبقاء البلد يئن من مشاكله وأزماته خدمة لمصالح بعيدة كل البعد عن مصلحة الشعب العراقي .

وقال : الحل يكمن في العودة الواعية للشعب، وتعزيز الهوية الوطنية وإعلاء شأنها لأنها هوية جامعة، لا بد من مراجعة بعض فقرات الدستور، ومراجعة قانون الانتخابات، ومراجعة وتفعيل قانون الأحزاب ومنع الأحزاب التي تمتلك أذرع مسلحة من المشاركة في الانتخابات، وأن تكون هناك شفافية في التمويل ومصادره، وأن يجرم السلوك الطائفي، وأن ينتهي التهميش والاستهداف الذي تتعرض له بعض المناطق، ويعاد النظر في قوانين المرحلة الانتقالية، وفتح صفحة جديدة تمنع وجود أي بريء في السجون، كل ذلك يمكن أن يقنع المواطن أنه في الطريق إلى حكم رشيد عادل، وسيادة غير منقوصة، قوامها مصلحة الشعب قبل كل شيء.

وعن رؤيته للأوضاع في الموصل قال السيد النجيفي : ما زالت الموصل تئن من أوجاعها، وما زالت رائحة الدمار تفوح في أرجائها، وما زال حلم المواطن الموصلي بعيدا عن التحقق، ذلك أنها ظُلمت وأهملت بعد أن عانت الأهوال في ظل تنظيم داعش الإرهابي، وما خلفته عمليات التحرير من دمار وخرائب، قطار الاعمار بطيء، وهناك ضعف في الشعور بالمسؤولية وأطماع وتدخلات وفساد مستشري، كل ذلك يطعن الروح الوطنية ويعمق الشعور بفقدان الثقة لدى المواطن الموصلي.

الموصل مهملة وبناها التحتية من مطار ومستشفيات وقطارات وخدمات أسيرة في أدراج الاهمال والمصالح المتضاربة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *