نريد استعادة الموصل ….. الموصل تُذبح بسكين الحلبوسي وتُقطع اوصالها بساطور نوابها

عراقيون| خاص

وقف الشارع الموصلي وأعلن رفضه القاطع لمخطط سرقة الصوت الانتخابي من خلال اعتماد الدوائر الانتخابية المتعددة ضمن الصفقة التي روج لها نواب عن نينوى لضمان فوزهم من جديد واستمرار الحصول على المكاسب المادية والمعنوية.

سرعان ما تحول الرفض الشعبي الموصلي الى غضب من إصرار السياسيين ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي على تمرير قرار تقسيم المدينة انتخابيا وبعثرة احيائها بين الاقضية والنواحي الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية، فشد مجلس اسر وعوائل الموصل ووفد من وجهائها واعيانها ومثقفيها الرحال نحو العاصمة بغداد وهناك عُقد اجتماع موسع مع الحلبوسي كان فجر الخميس 15 تشرين الأول 2020 شاهدا على مجرياته.

بعد الاجتماع صرح رئيس وأعضاء مجلس اسر وعوائل الموصل انه جرى ابلاغ الحلبوسي برفض تقسيم الموصل انتخابيا، وان الأخير بعد ساعات نقاش وعد انه سيتراجع عن دعم مشروع التقسيم، ومع هذه المجريات استمر رفض الشارع لمحاولات السياسيين سرقة الفرصة الأخيرة لتصحيح مسار العملية السياسية واقتلاع جذور الفساد وانهاء ظاهرة الصفقات المشبوهة التي كانت السبب ببقاء دمار الحرب واستمرار نكبة المتضررين ومعاناة النازحين والمشردين.

يقول المراقب للشأن الموصلي عدي الحمداني ان بعض نواب نينوى يحاولون خلط الأوراق من خلال بعثرة الدوائر الانتخابية جغرافيا وديموغرافيا بغية سرقة أصوات المدن الكثيفة السكان مثل الموصل، بغداد والبصرة، والموصل بالذات شهدت صراعا كبيرا حول توزيع الدوائر الانتخابية لأنها الأضعف سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

ويضيف الحمداني، ان “الموصل طيلة سنوات ما بعد الاحتلال كانت ولا تزال تعاني من التهميش والاقصاء ولا زالت أطراف وجهات خارجية وداخلية تحاول بكل الوسائل ابعاد المدينة وأهلها عن المعادلة السياسية العراقية”.

وفق الدستور فكل ١٠٠ ألف شخص يمثلهم شخص في البرلمان وبالتالي يجب ان يكون للموصل ٣٠ نائبا! فكم يا ترى عددهم الان؟؟ ٣ او ٤ فقط!! فهل هذا هو التمثيل النسبي حقا؟ هل هذه هي الديمقراطية الحقيقية؟؟ فـ الى متى تبقى الموصل مهمشة، مستبعدة، مدمرة تفتقد الى ابسط الخدمات ومقومات الحياة الكريمة؟ الى متى تبقى منهوبة من حيتان الفساد، عرابين الصفقات المشبوهة والمكاتب الاقتصادية المسلحة؟ هذا ما أشار اليه الحمداني.

المواطن حذيفة سبهان يقول ان “اهل الموصل لم يعد يتسع صدرهم للسكوت ،واذا كانت الانتخابات المبكرة هو الامل الذي ينتظرونه على احر من الجمر من اجل الإصلاح والتغيير ،فانهم  واذا ما فقدوا هذا الامل فانهم سيتحولون من محبطين الى يائسين ،واليائس  لا يمتلك اي شيء يخشى عليه ، وعندما  يأتي النواب الفاشلون والفاسدون من خارج المدينة من اجل مصادرة أصوات المدينة والسيطرة على مقدراتها من جديد فإن اهل الموصل لن يسكتوا هذه المرة، واذا كان شعار ثوار تشرين هو (نريد وطن ) فان شعار اهل الموصل اذا ما انتفضوا سيكون (نريد استعادة الموصل )، وسيفعلون كل الطرق الدستورية والقانونية للحصول على حقهم الانتخابي”.

محمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي وبتصريح اعلامي صباح الاثنين 26 تشرين الأول 2020 أعلن ان دوائر الموصل الانتخابية ستبقى موحدة، وقال بالحرف الواحد، ان” دوائر مركز الموصل الانتخابية لن تتداخل مع دوائر مناطق أخرى”، لكن على ما يبدو ان الليل يمحو وعود الصباح، فقبيل منتصف الليل جرى تمرير مشروع تشتيت الموصل ونينوى وبعثرتها انتخابيا.

 “تشتيت الموصل عبر الدوائر الانتخابية المتعددة مخطط يراد منه استمرار الفساد والفاسدين” يقول ذلك الباحث في شؤون نينوى السياسية محمد عبد الواحد.

ويؤكد ان” على مجلس اسر وعوائل الموصل والوفد الذي اجتمع مع الحلبوسي ان يظهر بمؤتمر اعلامي يبين موقفه من تمرير مشروع التقسيم الانتخابي، وان يحرص أهالي الموصل على المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية واختيار الشخصيات التي تمتاز بالكفاءة والنزاهة والوطنية لمنع الفاسدين من الاستمرار بمخططاتهم التي اضاعت مكاسب النصر على تنظيم “داعش”.

ووفق الدوائر الانتخابية لمحافظة نينوى التي صوت عليها البرلمان، فأن مركز المأمون الانتخابي ذهب الى جنوب الموصل حسبما اراد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وبعض نواب نينوى في حزب تقدم التابع له .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *