ختتمت جامعة الموصل فعاليات ملتقى ومعرض الكتاب الدولي الأول بعد سبعة أيام من الندوات والجلسات الأدبية التي جمعت أدباء وكتاباً من العراق والعالم العربي، وسط حضور واسع من الطلبة والعائلات، واتفاق المشاركين من أصحاب المكتبات ودور النشر على تكرار التجربة العام المقبل بعد النجاح الكبير الذي تحقق.
وأوضح مدير المعرض وجمعية الناشرين إيهاب القيسي: أن الجانبين يطمحان إلى تكرار إقامة المحفل العام المقبل بالتعاون مع محافظة نينوى وجامعة الموصل، مع إمكانية توسيع النشاط في حال اكتمال إنشاء معرض نينوى. وأضاف أن جميع أصحاب المكتبات أكدوا رغبتهم في المشاركة مجدداً في الدورات المقبلة.
وقال الزائر محمد ياسين إن جمعية الناشرين ومؤسسة المدى تمكنتا من استقطاب أسماء أدبية كبيرة مثل أيمن العتوم وسعود السنعوسي، مضيفاً أنه تعرف أيضاً على أسماء جديدة مثل الروائية السورية لينا هويان الحسن، وأشار إلى أن المعرض نجح في نقل أجواء شارع المتنبي من بغداد إلى الموصل عبر مشاركة دور نشر بارزة مثل دار المدى، سطور، الرافدين، دجلة، ودار الحلاج.
ورأى الزائر أحمد فاروق أن الملتقى يشبه إلى حد كبير معارض المدى في بغداد وأربيل، متمنياً أن يشهد الأعوام المقبلة توسعاً أكبر في الحجم والمحتوى، وأن يستمر هذا المحفل الثقافي سنوياً لما له من أثر في تعزيز التواصل بين القراء والأدباء ودور النشر العراقية والعربية.
وأكد الكاتب زهير الجزائري أن هذه زيارته الأولى للموصل منذ نهاية السبعينيات، وأن إقامة محفل ثقافي بهذا الحجم يمثل إنجازاً مهماً للقائمين عليه. وأوضح الإعلامي عماد الخفاجي أن زيارته الحالية هي الأولى من نوعها بعد مرور سريع سابق، مشيراً إلى أن «المدينة التي لا تقبل بالغزاة يجب أن تُحب، وعلى العسكر أن يقدموا الحب لأبنائها حتى لا يتخلوا عنه عندما يواجهون الغزاة».
من جانبه، قال المفكر حسين سعدون إن دور الجامعات هو إعداد الطلبة فكرياً، معتبراً أن إقامة مثل هذا المعرض تمثل فرصة كبيرة للطلبة للاطلاع على مكتبات لا تتوافر عادة إلا في شارع المتنبي، لافتاً إلى أن مكتبات الجامعات لا تستطيع تغطية جميع المصادر التي يحتاجها الطلبة، لذا فإن المعارض تأتي مكملة للجهد الأكاديمي، خصوصاً للطلبة المتخصصين.
وعبّرت التشكيلية الموصلية المغتربة شذى فرج عبو عن سعادتها بزيارة مدينتها للمرة الأولى منذ أربعين عاماً بعد أن غادرتها إلى بغداد ومنها إلى قطر، مشيرة إلى أنها جاءت بدعوة من جمعية الناشرين ودار سطور للنشر لتوقيع آخر إصداراتها، وهو كتاب عن سيرة والدها التشكيلي فرج عبو، أحد مؤسسي أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد إلى جانب الفنان جواد سليم.
وفي ما يتعلق بآراء أصحاب المكتبات المشاركة، قال حسين محمد، مسؤول جناح دار عدنان، إن الإقبال كان جيداً رغم أن نسبة الشراء كانت متوسطة لأن أغلب الزوار من الطلبة، مؤكداً أن التنظيم كان جيداً وأنه سيكرر المشاركة في الأعوام المقبلة، لكنه تمنى أن يُقام المعرض في مساحة أكبر لاستيعاب عدد أكبر من الزوار.
أما أحمد كريم، مسؤول دار أرابيلا للنشر، فأوضح أنه كان متخوفاً من القدوم إلى الموصل لكنه فوجئ بمستوى الأمان والاستقرار فيها، مؤكداً مشاركته مجدداً في الدورات القادمة.
وقال عمر الساهر، مسؤول جناح وتر للنشر، إن التنظيم والإقبال كانا جيدين، لكنه دعا جامعة الموصل إلى فتح جميع أبوابها أمام الجمهور بدلاً من الاكتفاء بمدخل واحد، مشيراً إلى أن بعض موظفي الأمن منعوا دخول الزوار الذين لا يحملون هويات ثبوتية.