أعلن محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل، اليوم، انطلاق المرحلة الأولى من أعمال فتح مقبرة الخسفة جنوب الموصل، واصفًا الموقع بـ”جرح نينوى الغائر” الذي يوثق واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي.
وقال الدخيل، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس محكمة استئناف نينوى، القاضي رائد حميد المصلح، إن المقبرة تضم آلاف الضحايا الذين أُعدموا خلال فترة سيطرة التنظيم على المحافظة بين حزيران 2014 وتموز 2017، مؤكدًا أن عدد الشهداء بلغ نحو 20 ألفًا من مختلف المكونات الدينية والقومية في نينوى.
وأضاف المحافظ أن التنظيم ارتكب مجازر مروّعة بحق المدنيين، مشيرًا إلى أن أكثر من 2000 مواطن أُعدموا في يوم واحد فقط، بينهم نحو 600 شهيد من منطقة وادي حجر جنوب الموصل.
وأوضح الدخيل أن الحكومة المحلية، وبالتنسيق مع رئاسة محكمة الاستئناف، ودائرة الطب العدلي، ومؤسسة الشهداء، ودائرة المقابر الجماعية، أنجزت المرحلة الأولى من فتح المقبرة، لافتًا إلى أن جامعة الموصل ستتولى إعداد دراسة بيولوجية للتعرف على هويات الرفات المنتشلة.
وأكد المحافظ أن نينوى ستعمل على إنشاء نصبٍ تذكاري لتخليد ذكرى ضحايا هذه المقبرة، سواء في موقع الخسفة أو في مكان آخر داخل المحافظة.

وتُعد مقبرة الخسفة، التي تبعد نحو 20 كيلومترًا جنوب الموصل، واحدة من أعمق الحفر الطبيعية في المنطقة، وقد استخدمها تنظيم داعش الإرهابي خلال فترة سيطرته لإخفاء جثث ضحاياه. وبعد تحرير المحافظة، جرى ردم المقبرة من قبل جهات مجهولة، ما أعاق لسنوات جهود البحث عن الضحايا، فيما تشير التقديرات إلى أن عدد المدفونين فيها قد يتجاوز 3 آلاف شهيد من الموصل وباقي مدن وبلدات نينوى.