Posted in

محمدصالح البدراني يكتب | ترامب ونوبل عربات جدعون

{"fte_image_ids":[],"remix_data":[],"source_tags":[],"source_ids":{},"source_ids_track":{},"origin":"unknown","total_draw_time":0,"total_draw_actions":0,"layers_used":0,"brushes_used":0,"photos_added":0,"total_editor_actions":{},"tools_used":{"addons":1},"is_sticker":false,"edited_since_last_sticker_save":true,"containsFTESticker":false}

عراقيون/مقالات رأي

هنالك شكوك واحاديث ليست مؤكدة  تظهر جائزة نوبل بوضع يثير الشكوك، بمنحها الجائزة لشخصيات جدلية، لكن هذا يبقى موضع شك أيضا لان خيارات نوبل يفترض أن تكون بما يحافظ على غايات الجائزة بفروعها، وما يهمنا في هذا المقال هو ادعاءات ترامب بأحقيته بالجائزةوالتي تستند إلى اتفاقيات إبراهيم الفاشلة والتي آذت المنطقة وجعلتها بركان يجمع حممه إلى يوم الانفجار، ناهيك دعمه لإسرائيل، بما في ذلك توفير أسلحة فتاكة رفض سابقه إعطائها، لان غزة مساحة صغيرة وكثيفة بالسكان وهي اليوم تبيد الشعب الفلسطيني هو لم يتوقف عند تزويد السلاح بل واستخدام الفيتو ضد وقف إطلاق النار في غزة ( 4 حزيران 2025) مخالفا إجماع مجلس الأمن، أثار هذا انتقادات دولية وحقوقية بسبب مساهمتها في قتل الإنسانية نفسها، مما يناقض معايير الجائزة المرتبطة بتعزيز السلام كل هذا لان الشعب اعزل وأمة تغني وهي في الاحتضار.

هو لا يهتم بأوكرانيا وإنما بمناجمها، وهي حتما ستغضب الدب الروسي الذي كان يتمهل في ضربات قاضية، وبالتأكيد ترامب لا يواجه روسيا ليس من اجل السلام وإنما خوفا من قوتها وترسانتها النووية التي توشك أن تطل على العالم بسوء إدارة الحرب في أوكرانيا.

كذلك إيران فرد فعلها قد يضاهي رد فعل شمشون الأسطوري مع فلسطيني عسقلان وغزة وأسدود ولكن بتغيير الجغرافيا، من اجل هذا يتجنب ترامب مواجهتهم إضافة إلى سوء الإدارة في المنطقة وأيدولوجيات غير ناضجة تجعل دول المنطقة تمثل خوفا مستديما من جيرانها وهذا يستدر المصالح لمن يرقص على مشاكل من لا يعرف لا كيف يحل مشكلته ويخرج من تشويه الأيدولوجيا إلى التفاهم لمواجهة دابة الأيدلوجية التي تمتطيها الصهيونية.

الصهيونية توحي بانها حرب دينية وهي بالتأكيد حرب دينية يشترك بها اليمين المسيحي الذي لا يحس بتأنيب الضمير لقتل الفلسطينين في غزة، فحتى فرنسا التي تدين علنا ترسل السلاح سرا أما العرب فهم مخلصون في التضييق على إخوانهم.

لست بصدد سرد التسميات الدينية التي تكنى بها معارك دموية ضد أبرياء عزل لكن يمكن أن نستل بعضها مثلا “عملية جدعون” عام 1948 خلال النكبة للسيطرة على بيسان وتهجير سكانها. وبالتالي، فإن تسمية “عربات جدعون” قد تشير إلى نوايا تصعيد عسكري وإعادة احتلال غزة أو فرض واقع ديموغرافي جديد.

عملية سيف الباشان (2024): استهدفت السيطرة على مناطق عند الحدود السورية. “الباشان” هي مملكة توراتية في منطقة حوران، مما يعكس الارتباط بالرواية الدينية.

عملية القوة والسيف (2025): استهدفت اغتيال قادة مدنيين في غزة، واعتبرتها إسرائيل مشابهة لعملية “البيجر”، لكنها أثارت انتقادات بسبب استهداف مدنيين غير عسكريين.

اغلب الروايات التوراتية هي روايات رمزية لا تعبر عن حدث حقيقي وإنما رمز قد يبنى على نواة حقيقية مثل سردية استر، نحن أمام حاك خطر وتخلي عن الإنسانية وفساد في الأرض كبير يقوده الكيان ويدعمه ترامب الذي يريد نوبل عربات جدعون.

آن الأوان أن تتميز الحقائق وان يعيد الكل النظر بطرحه ويبعد ما يمزق الأمة وان لا يكون الشريك التاريخي للظلم والظلمة بل بممارسته الظلم على قومه ولعل لا الوقت لم يفت لإصلاح الخطاب بإصلاح النوايا التي أفسدت واقعنا وجعلتنا بضاعة مسجاه لكل مغامر طامع تافه ونتقبل منه احتقارنا بالخطاب ويفسر الكرم ضعفا ولعله ضعفا بفساد القيم وانحدار مكارم الأخلاق.

إن الجرائم ضد الإنسانية بأسوأ صورها تحدث اليوم في غزة والأمة كلها مدانة على هذا الصمت والمتاجرة بمصير شعب هو من بقي ممثلا للصمود الصافي في أمة نخرتها الروابط الهابطة من باسم القومية التي تشظي والطائفية التي تتغول، والآدمية كلها مدانة بل إنها الخطيئة العظمى التي يرتكبها الإنسان ظهرت ولعلها كانت تخفى مع تغول المادية والأفكار الصهيونية التي استعمرت عقول الكثر ومنهم قادة الصمود على الرضوخ والسكوت أو المتاجرة بدماء أصحاب القيم.

إن جائزة نوبل قد تمنح له لأنها منحت بما يشك المراقبون لحالات مزاجية تجاوبا مع الإرهاصات الغربية ولم نرها تمنح لمن لا يرتقي إليه الشك في الشرق العزيز.