زيارة خلوصي للعراق.. شكلية أم جوهرية؟

عراقيون/خاص/

كشف وزير الدفاع التركي أكار خلوصي ، عن نتائج زيارته التي أجراها في العراق 2021/1/18 التي التقى خلالها أبرز المسؤولين في بغداد منهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني ووزير الدفاع جمعة عناد .

وأوضح أكار ، وفق ترجمة موقع “تركيا الآن”، أن الفترة المقبلة ستشهد وضع آليات مناسبة للتعاون التركي العراقي لمحاربة الإرهاب.

وعقد وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان العامة الجنرال يشار غولر  9 اجتماعات مهمة، خلال زيارة العراق التي استمرت 36 ساعة.

وحول الوضع الأخير في سنجار بشمالي العراق، قال أكار: “لقد طرحنا أيضًا قضية سنجار على جدول الأعمال في اجتماعاتنا، وحصلنا على بعض المعلومات”.

وأضاف “في الوضع الحالي لدينا معلومات تفيد بأن الإرهابيين لم يغادروا المنطقة بالكامل، وذكرت إدارة بغداد أنها تواصل أعمالها في هذا الموضوع على وجه الخصوص”.

وتابع “قالوا أيضًا إنه سيتم اتخاذ بعض الإجراءات في الفترة المقبلة للقضاء على الارهابيين هناك. نحن نتابع الأحداث عن كثب”.

وأكد أنه أبدى استعداد بلاده لتقديم المساعدة والدعم للعراق في هذا الموضوع، وبأي شكل من الأشكال.

وأشار إلى أنه “بفضل الجهود المبذولة من الطرفين في مكافحة الإرهاب، لم يتبق لأعضاء منظمة بي كا كا الإرهابية، سبيل للاحتماء”.

وشدد على أن الدولة التركية لا تزال تواصل عملياتها بحكمة للقضاء على الإرهاب بشكل نهائي في البلاد.

من ناحية أخرى، أوضح أكار أن الأعمال لا تزال جارية لإعادة هيكلة القوات المسلحة العراقية.

وقال: “سنقدم الدعم للجيش العراقي في هذه القضية، ونسعى جاهدين لنقل معرفتنا وخبراتنا في الناتو إلى أشقائنا العراقيين”.

وأوضح أن الجيش التركي سيجري تدريبات ومناورات مشتركة مع نظيره العراقي.

وأشار إلى اتفاق مع العراق بشأن تعليم اللغة للمساهمة في التواصل الفعال، مضيفًا “ونرسل موظفينا لتعلم اللغة بشكل متبادل”.

من ناحية أخرى، أثنى أكار على الإنجازات التي حققتها صناعة الدفاع التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، في مجال الأسلحة الحربية والمركبات والمعدات الثقيلة لافتاً إلى عزم بلاده تقديم الدعم للقوات المسلحة العراقية في هذا الصدد .

حول أهمية الزيارة

أهمية الزيارة تأتي أولا، حسب محليين، من أنها لشخصيات أمنية وعسكرية خالصة، وخاصة مع وجود رئيس الأركان يشار غولر، وترتبط الأهمية بها أيضا كونها جاءت بعد أقل من شهر على زيارتين للجانب العراقي إلى أنقرة، إذ وصل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى تركيا، في 17 من ديسمبر 2020، في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه في مايو الماضي.
والتقى الكاظمي خلال زيارته السابقة بالرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وحصل العراق على منحة تركية بقيمة 5 مليون دولار، وعقب ذلك زار وزير الدفاع العراقي، جمعة عناد، أنقرة في 27 من ديسمبر 2020، بناء على دعوة تلقاها من نظيره التركي، ولم تتكشف تفاصيلها في ذلك الوقت. 

وحول النتائج المتوقعة من العراق لهذه الزيارة قال الباحث في العلاقات الدولية الدكتور إياد المجالي: “الزيارة شكلية والمأزق التركي في العراق تحديدًا مستعصٍ، والملفات عديدة والنتائج المتوقعة من الزيارة لا تلبي طموح القيادات السياسية في أربيل وبغداد، نظرًا لممارسة أنقره أصلف استراتيجية في التاريخ تجاه العراق”.

زيارة عسكرية بحتة

الكاتب والصحفي التركي، حمزة تكين، يرى أن وصول خلوصي آكار برفقة رئيس الأركان إلى العراق “أمرا طبيعيا، كون العراق دولة جارة لتركيا، وهناك تعاون عسكري بين الطرفين فيما يخص مكافحة الإرهاب، وتعاون في التدريبات التي تقدمها القوات العسكرية التركية للجيش العراقي”.

ويقول تكين المقرب من الحزب الحاكم: “الزيارة تعتبر استكمالا للمواضيع بين الطرفين وتأكيدا على نقطة أساسية هي محاربة التنظيمات الإرهابية، وخاصة حزب العمال الكردستاني، والذي يهدد اليوم وحدة الأراضي العراقية والحدود التركية مع العراق”.

ويضيف الصحفي التركي في تصريحات لموقع “الحرة”: “المصلحة مشتركة بين أنقرة وبغداد لمحاربة التنظيم الإرهابي، وخلال الزيارة وفقا لما وصلنا كانت وجهات النظر العراقية والتركية متطابقة بنسبة 100 في المئة حول مواجهة العمال الكردستاني”.

ويشير تكين إلى أن المرحلة المقبلة ستتجه أنقرة إلى توسيع عملياتها العسكرية شمال العراق، لكن “بالتعاون مع الحكومة العراقية في بغداد، وكذلك بالتعاون مع سلطات أربيل، والتي خرجت منها أجواء إيجابية اليوم”، لا سيما بعد فشل اتفاق سنجار والذي يقضي بانسحاب “حزب العمال” من المنطقة.

وكانت بغداد وأربيل أعلنتا في أكتوبر الماضي التوصل إلى اتفاق وصفتاه بـ “التاريخي” بشأن إدارة منطقة سنجار.

ومن أبرز بنود الاتفاق تشكيل إدارة مشتركة بالتعاون بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان وإلغاء الترتيبات التي وضعت بعد عام 2017. مع تكليف الشرطة الاتحادية بتولي مهام الأمن في المنطقة بالتعاون مع إقليم كردستان.

أما البند الثالث، فيشمل الخدمات، وتتم أيضا بالتعاون بين الطرفين لإعادة إعمار سنجار التي تضررت بمستوى ثمانين في المئة بسبب احتلالها من قبل داعش، كما نص الاتفاق على إخراج عناصر حزب “العمال الكردستاني” وفصائل “الحشد الشعبي” منها، لأجل إعادة النازحين.

خطوة استباقية من تركيا

من جانبه اعتبر المحلل السياسي العراقي، عمر عبد الستار أن زيارة المسؤولين الأتراك إلى بغداد وأربيل لا يمكن إخراجها من إطار “العسكرة”، نظرا للشخصيات العسكرية التي تصدرتها، مشيرا إلى أن اتفاق سنجار الذي لم ينفذ إلا شكليا حتى الآن كان أساس النقاشات. 
ويقول عبد الستار في تصريحات لموقع “الحرة” إن الإشكالية في الوقت الحالي لا تكمن في تركيا بل في العراق، حيث تعجز بغداد حتى الآن عن التعامل مع ملفي “الحشد الشعبي” و”العمال الكردستاني” في منطقة سنجار.

وبالتالي هناك صعوبات كبيرة تقف أمامها بغداد فيما يخص منطقة سنجار، كون الكلمة الأولى فيها لإيران، من خلال قوات “الحشد الشعبي” التي تدعمها والمنتشرة فيها، إلى جانب “العمال الكردستاني”، والذي يتلقى دعما منها أيضا بشكل أو بآخر.

ومن جانب آخر ربما تحاول تركيا من خلال هذه الزيارة، حسب المحلل العراقي بأن تتخذ خطوات استباقية قبل وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض. 
ويوضح: “التحركات التركية في الوقت الحالي مهمة بالنسبة لأنقرة، في مواجهة مرحلة بايدن، لأن الأخير سيركّز على الشأن الإقليمي، وربما سينفتح بطريقة جديدة”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *