وثائق داعش في المعارك بين الإهمال والاستغلال رعد هاشم رصد: عراقيون

 

شهدت  العمليات القتالية في الموصل سواء في الجهة الشرقية منها أو الغربية تناثرت أكداس من وثائق ومستمسكات تنظيم داعش الإرهابي، وتبعثرت بأيدي العديد من الجهات والأشخاص المتواجدين هناك كمقاتلين أو مراسلين حربيين أو مندوبي منظمات، في وقت إنشغلت جهات أمنية حكومية مختصة عن الإهتمام بمثل هكذا وثائق ولم توليها العناية التي تستحق، من ناحية الإستزادة من المتابعة اللازمة لطبيعة عمل هذا التنظيم الخطير، كون التّعرف على معلومات التنظيم الأساسية وحقائق عن خلفياته وفكره تختصر المهمة في القضاء عليه.

 

فلعل المتابع يجد المئات إن لم نقل الالاف من الوريقات من وثائق هذا التنظيم قام أشخاص بتداولها عبر صفحات التواصل الإجتماعي، ولايستبعد إنها قد استغلت كأوراق ضغط ومساومة لأشخاص وعوائل وردت اسماءهم في النشريات بقصد كيدي أو الإستفاده معآ.

 

وتبقى الحاجة قائمة لإقتفاء أثر التنظيم بكل جزئياته وخيوطه وطرق إدامته وتمويله وتحركاته وتوجهاته من خلال التمّعن بكل وثيقة، ومايرد فيها من أسماء وإشارات تخص معلومات شخصية عن المسلحين وجنسياتهم ونوع أسلحتهم وربط الوقائع مع بعضها لتكوين صور وإنطباعات مفصله تخدم عمل الأجهزة الأمنية سواء داخل العراق أو خارجه .

 

ولم تغب هذه الحقيقة “أي أهمية الوثائق” عن أنظار وإهتمام مراكز الأبحاث والدراسات العالمية وأولتها الأهمية خصوصآ تلك التي غالبا ماتركّز على الجزء المتعلق بدولهم من ناحية المقاتلين الذين ينتمون إليها.

 

حيث تعتبر أي وثيقة إذا ماتضمنت معلومات فنية عن أشخاص بعينهم ممكن أن تكون دليل إدانة جرمي بحق كل داعشي عائد الى بلاده قد ينكّر إنتمائه للتنظيم لعدم وجود الأدلّة.

 

ولعل بعض المراكز البحثية والإستقصائية وحتى القانونية الأجنبية تذهب بعيدا حينما يشير بعضها الى إنه ليس مستغرباً أن يطالب عوائل الدواعش الحكومة العراقية مستقبلاً بمعرفة مصير أبناءهم الذين سبق وإن قاتلوا في العراق مستندين على أي دليل أو وثيقة تثبت إدعائهم، حينذاك سوف تعجز السلطات العراقية عن التعامل مع هذا الملف المعقد .

 

بل إن هناك دعوات توجهها تلك المراكز بإن العلم الحديث كفيل بمعرفة جثث القتلى على فحص الحمض النووي لهم “DNA” ، معتبرين حتى وجود جثث قتلى التنظيم الإرهابي دليلآ ومستمسكآ إذا ماتمت مطابقة نتائج الفحوصات مع مامتوفر من معطيات ومعلومات عن المشاركين في الأعمال القتالية. ولعل من سخرية الأحداث أن يقوم المدعو أبو عزرائيل بحرق جثث لعناصر داعش ممكن أن تكون دليلآ يفيد العراق من ناحية كشف وقائع تدين الإرهابيين والتعّرف على بلدانهم الأصلية.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *