سرمد كوكب الجميل يكتب|القرارات بين العبقرية والقريحة الطبيعية

عراقيون | مقالات رأي
العبقرية والقريحة مصطلحان استخدما في وصف الشعر والشعراء في الغالب الاعم وينهج النقاد الى تصنيف الشعراء على هذا المعيار فمنهم من يوصف بالعبقرية وهي ضرب من الالهام والابداع والخلق والاصالة توقظ الخاطر وتحفز الطبع فتبعث الروح والحياة، فيما القريحة ملكة تتملك الانسان وتفرز الفن والذوق ومن صفاتها الابانة والوضوح والاتساق والسهولة والدقة والطبيعية وعلى هذا المعيار سار النقاد فوصفوا البعض من الشعراء بالعبقرية ومنهم مثلا احمد شوقي وابا تمام والمتنبي ووصف اخرون بشعراء القريحة وضربوا مثلا لذلك ابافراس وابا نواس وحافظ ابراهيم وهكذا ولم يضع النقاد وسطا بين الاثنين بل هناك من جمع بين العبقرية والقريحة ومنهم البحتري وابن الرومي واسمحوا لي ان استعير هذا المنهج في تصنيف قرارات ادارة المدينة وقد حاولت ان اصنف القرارات ففشلت ووضعت سلما بين الاثنين وفشلت ايضا وراودني سؤال كيف تطبق ما في الشعر والادب على قرارات ادارية تخص المدينة؟ فقلت لم لا اليست نتاجات انسانية تخص المتلقين فما الفرق اذن ؟ الشعر والادب باصنافه والفنون بمجملها من رسم ونحت وفوتوغراف وتمثيل وموسيقى كلها تخضع للمعيار نفسه فهناك العبقرية وهناك القريحة وكذلك القرارات هي نتاجات انسانية تخص المجتمع وحاولت مرة ثانية فلم اجد عبقرية في القرار ولم اجد قرارات بالقريحة فهل اداراتنا نشاز ؟ ربما!! وطبقت ذلك على مشاريع عالمية فانطبق الامر فقد تجد مشاريع عبقرية واخرى بالقريحة فيما تعم مجتمعنا القرارات النشاز ويبدو سقطت الفرضية التي استعرتها من الادب وحاولت تطبيقها على الادارة في مجتمعنا فعذرا وسماحا يا رحمك الله احمد حسن الزيات في هذه الايام المباركة فقد نجحت انت في تصنيف الشعراء وفشٍلْتُ انا في تصنيف الادارات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *