فواز الطيب يكتب :مشاركة النساء في الحراك الشعبي علامة فارقة غير مسبوقة

وعي نسوي غير مسبوق في مظاهرات أكتوبر، فالنساء يشكلن عنصرا مهما في الحراك الشعبي، رغم كل ما يتعرضن له من مضايقات اجتماعية وسياسية لمشاركتهن في المظاهرات، ورغم الرصاص الذي يترصد المتظاهرين في الشوارع والساحات، إلا أن النساء العراقيات أبين إلا المشاركة في الإحتجاجات ضد فساد الطبقة السياسية وتدهور معيشة العراقيين، وهضم حقوقهن والضغوط الكبيرة الذي شكلته الأحزاب الدينية عليهن ظلما وتشويها .

ومن مشاهدات خاصة نقلتها لنا وسائل الاعلام عن عراقيات يشاركن في الإحتجاجات، دون أن يكترثن بالعنف غير المبرر الذي تواجه به السلطات العراقية المتظاهرين حتى الآن، وما مارسته بعض الجهات لتشويه صورة المرأة بضخ نساء مشبوهات في المظاهرة وسرعان ما انكشف أمرهن مقابل فرق النساء الناشطات وشتان ما بين الطرفين.

وتنوعت المشاركة النسائية في الاحتجاجات، من بين الناشطات اللواتي هتفن مباشرة بإحداث التغيير، ومنهن من ساعدن على إسعاف الجرحى، فيما اختارت أخريات تحضير الطعام للمتظاهرين .

ها هي المرأة العراقية تشترك في المظاهرات اليوم مما يعطينا أملاَ حقيقياً لإنتصار المرأة التي أثبتت قدرتها على الإشتراك في كل الأمور التي تهم الشعب، وتتطلب شجاعة وجرأة وإيمان، وأعطت من جهة أخرى دافعاً معنوياً كبيراً للشباب المنتفض وللرجال من أصحاب الهمم العالية.
وأكدت النساء إنهن يتقدمن الصفوف حاملات هموم الوطن والشعب ورفد الحركة الشبابية بالقوة والثبات وأن الإرهاب لا يمنعهن من التصدي للعمل السياسي، وخير مثال صبا المهداوي التي تم اختطافها وما زالت مجهولة المصير أمام صمت حكومي واندفاع نسائي أكبر كتحدي لهذا النوع من الإرهاب المحسوب على الأجهزة الأمنية الحكومية.

إن ما تفعله النخبة النسائية الواعية بتصديها الباسل غير المسلح وقيامها بدورها الفعال يجعلنا أن نفتخر بهذا الجيل النسائي الواعي ونقف له إجلالاً واحتراما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *