لماذا اقيل العبيدي ؟ / بقلم : جرير ال عبدالواحد
جميعنا كمتابعين شهدنا جلسة الاستجواب الشهيرة لوزير الدفاع الدكتور خالد العبيدي وماتلاها من تصويت على اقالته وذلك الاجراء بحق العبيدي يعد كما يفترض ادانة له ويضعه تحت طائلة القانون لمحاسبته لانه بعد ان صوت البرلمان على عدم القناعة باجوبته حول الملفات التي اثيرت حوله واقالته فان ذلك يجعله بطبيعة الحال متهما بالفساد الذي اقيل بسببه لكن لكي نفهم كيف تسير الدولة العراقية اليوم وماهو معيار النزاهة ومن هو الفاسد علينا ان نتابع مسيرة العبيدي بعد الاقالة التي لم تتجه نحو المحاكم بل على العكس فان فضاءه السياسي صار اكثر رحابة وثقله الجماهيري اكثر اتساعا وقوة وبدأ جميع الفرقاء السياسيين بمحاولات كسبه سياسيا وتوجيه دعوات له للانضمام الى تكتلاتهم السياسية وكبار القادة في العراق يستقبلونه ببروتوكولات عالية وتجد على صفحته الرسمية على الفيسبوك عشرات الانشطة واللقاءات الدولية والسياسية والرسمية والعشائرية والجماهيرية وتجد ان الرجل يحظى باحترام كبير حتى اكثر مما كان يحظى به حين كان في منصبه وزيرا للدفاع ويستقبل بمقره سفراء العالم بدءا من السفيرين الاميركي والبريطاني وحتى الاثيوبي والسنغالي ربما ويبحث معهم تصوراته حول الاوضاع في البلاد ويستقبله ايضا ويزوره كبار المسؤولين من رئيس الجمهورية وحتى جميع القادة الاخرين ويحرص ممثل الامين العام للامم المتحدة على الاستماع الى وجهات نظره حول مختلف القضايا ويزور هو مختلف الفعاليات الاجتماعية ويتفقد الكثير من الحالات والمؤسسات والمخيمات والاوضاع المختلفة . كل ذلك يضعنا امام سؤال بسيط وكبير بنفس الوقت وهو لماذا اقيل العبيدي من منصبه ؟ اذا كان يحظى بكل تلك المكانة الاعتبارية والثقل السياسي والاحترام من قبل الجميع داخليا ودوليا كيف اتفقتم على اقالته في البرلمان ؟ ونحن نعرف ان اعضاء البرلمان هم يتبعون ويخضعون لكتلهم ورؤساء كتلهم ؟ الى اي درجة وصل النفاق السياسي في العراق ؟ وكيف يضحكون علينا نحن جماهير الشعب يوميا ويتحدوننا بتفضيل مصالحهم السياسية ومكتسباتهم الشخصية على المصلحة العامة التي ليست في حساباتهم ؟ الى اي درجة وصل الاستخفاف بنا ؟ وهم يصنفون وينتقون لنا حسب مزاجهم ومنطلقاتهم الشخصيات التي يجعلونها بمنزلة الشياطين واولئك الذين يجعلونهم بمصاف الملائكة وهم من يحددون ذلك فاسد وذلك صالح وذلك عميل وذلك وطني وبضخ سياسي واعلامي لترسيخ قناعاتنا حسبما يشتهون ، من هو الفاسد اليوم الذي يستحق المحاكمة والاقالة هل هو خالد العبيدي ام البرلمانيين الذين صوتوا على اقالته ؟ اذا كان الجميع اليوم يخطب وده سياسيا ويعرض عليه الانضمام الى حزبه لخوض الانتخابات لماذا تامرتم عليه واقلتموه من وزارة الدفاع مادمتم تحترمونه الى هذا الحد وتستقبلوه في الاحضان وتعترفون بثقله ؟ مالذي اخافكم من بقاء العبيدي بمنصبه ؟ لماذا لم تستطيعوا فعل ذلك مع الجعفري ولن تستطيعوا فعله مع المالكي الذي اوصل البلاد الى ماوصلت اليه من ضياع وخراب وفساد وهو المسؤول الاول الذي اختزل سلطات البلاد وصلاحيات الجميع بيده وتريدون امتهان عقولنا واستغباءنا بتحويل مسؤولية ذلك من المالكي الى الاخرين .