إنتخابات عراقية وعرش عائم على الدماء / أمل الياسري

 

الإنتخابات كلمة لا تدل إلا على مغانم السلطة والمال، وتحقيق العدالة الكاذبة، وهذا في نظر العراقيين واليوم تحديداً، وكأن الكلمة تعيش صراعاً إسمياً لا يلائم الجميع، فمنهم مَنْ قضى نحبه، ومنهم مَنْ ينتظر وما بدلوا تبديلا، فبعض الناس ما يزال يرى في الإنتخابات، سوقاً رائجة لعرض بطولاته الإحتجاجية، حتى وإن كانت تعني خسارة في الأرواح، على أنه هناك طرقاً أخرى لنيل المطالب، غير غلق الشوارع وقطع الأرزاق، فالتغيير مطلب الجميع.

 

بعض آخر يثبت ولاءه الحقيقي في سوح الوغى، دفاعاً عن الأرض والعرض، وهؤلاء أسمى من أن يتقاتلوا على منافع فئوية، وبعض لا يسمح بإعادة عقارب الساعة الى الوراء مرة ثانية، ليعود العراق لمربع الطائفية المقيتة، وقسم رابع يحاول التشبث ولا يرحل بوجهه الكالح عن البلد، وآخرون ينفذون أجندات لمخابرات دولية، وإقليمية، وخليجية، وياعجباً من هؤلاء! فتبدو مرحلة الانتخابات القادمةن وكأنها مهرجان للتبضع، وقد يحولها الإرهاب البغيض، لعرش عائم على الدماء!

 

صحيح أن المفوضية المستقلة للإنتخابات، يشوب عملها شبهات فساد، وعليها بعض المؤشرات، علاوة على بقائها لفترة طويلة من الزمن، مخلفة وراءها إنحيازات لبعض القوى المتنفذة، لكن ذلك لا يمنع من كون مهامها ستنتهي تلقائياً يوم 20/9، وبذلك سيتم إنتخاب هيئة مستقلة جديدة للإنتخابات، عليه طالبت بعض القوى السياسية المعتدلة، بدمج الإنتخابات المحلية والنيابية في يوم واحد، لأنها مدركة لحجم العمل الملقى على عاتقها، إضافة لخبرتها المتراكمة، طيلة إجراها للإنتخابات الماضية.

 

التحولات الجديدة منذ عام 2003التي يشهدها العراق، من المفترض أنها تسير بمصلحة العملية السياسية وليس ضدها، مع إعطاء الأولوية القصوى لقضية الأمن، فلها تأثير مباشر على نجاح الإنتخابات، حيث ستسفر عن تغيير في الوجوه السياسية، التي ملَّها الشارع العراقي، ولم يحصد من ورائها إلا الفوضى، هذا إن عقد الشعب عزمه على إنهاء ملف الخلافات، وأن إصلاحاته لايمكن أن تتم، إلا بوقة وطنية معتدلة عابرة للمكونات، والمحاصصة، والطائفية، عندها سيعُلن النصر الحقيقي.

 

المفترض في التجربة الديمقراطية الجديدة، أن يعيش فيها الشعب العراقي، في حالة التطور وليس التدهور، لكن ما يحصل هو: أنه بمجرد قرب حدث عراقي كالإنتخابات، فالعراق تحصل فيه خروقات وإنتكاسات أمنية، لا يدفع ثمنها إلا الأبرياء، والقوى السياسية تتصارع مع بعضها، وتشهد إنقساماً أكثر من السابقن كل يشد الحق صوبه، لذا كان جواب المواطنين، عندما تسألهم عن المشاركة في الإنتخابات القادمة، فالرد يأتي سريعاً: لن أشارك فيها، ولن إنتخب أحداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *