مآساة أطفال الموصل النازحين تحتاج ليقظة ضمير انساني سارة السهيل
يعيش الاطفال النازحين من الموصل سواء منذ دخول تنظيم داعش إلى أراضيهم او حتى خلال تطهيرها في الحرب الجارية لتحرير الموصل حاليا، مآساة انسانية لم تكن متوقعة على هذا النحو من القسوة.
فمن هؤلاء الاطفال من سكن مع ذويهم في المخيمات، ومنهم من سكن في خرابات قديمة، والبعض الثالث سكن بنايات قيد الانشاء، ومنهم من يقطن المدارس، والبعض الاخر يفترش أماكن العبادة من مساجد او حسينيات أو كنائس.
فغياب المأوى الآمن لهؤلاء الاطفال ينمي بداخلهم مشاعر الخوف واحساس الطريد، خاصة في ظل النقص الحاد في أعداد الخيم المجهزة ونقص الاغطية والفرش في فصل الشتاء القارس، بجانب النقص في المواد الغذائية والطبية رغم المحاولات و الجهود المبذولة من قبل المحافظات و الأقاليم التي استقبلتهم بطيب و قدمت لهم من المعونات ما تستطيع تقديمه نظرا للظروف القاسية التي تمر بها المنطقه برمتها من مشاكل اقتصادية و امنيه رغم النيات الطيبه.
هؤلاء الاطفال يدفعون ثمن جرائم داعش مرتين، مرة حين احتلال الدواعش لارضهم، ومرة ثانية عند تحريرها من قبضة الدواعش الارهابيين. والطامة الكبري ان عمليات نزوح الاطفال قد تزامنت مع بداية فصل الشتاء، ووجود المخيمات في مناطق صحراوية تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، في الوقت الذي تغيب فيه وسائل التدفئة للصغار من مشتقات نفطية وغيرها.
ولعل ازدحام المخيم الواحد بأكثر من اسرة بسبب قلة الخيام المجهزة جعل الاطفال يعيشون وكانهم في سجن فلا تتوافر لهم مساحات للعب او حرية الحركة بسبب الزحام داخل المخيم الواحد .
ويتسبب هذا الزحام في انتشار الامراض المتوقعة والتي تصيب الاطفال اكثر من الكبار نتيجة نقص مناعتهم. وتشتد خطورة هذه القضية في ظل النقص الحاد او غياب كثيرا للادوية والعلاج اللازم.
نقص الغذاء
يعاني نازحي الموصل مع اطفالهم من ازمة نقص الغذاء، فالجهات الرسمية لم تكن تتوقع هذه الاعداد الغفيرة من النازحين، وما يتطلبه ذلك من توفير لاحتياجاتهم الغذائية، وتبلغ المآساة ذروتها في خلو الكثير من هذه المخيمات من ألبان الاطفال الرضع مما يعرضهم للهلاك والموت .
تداعيات مهلكة
هذه الحالة اللانسانية الذي يعيشها أطفال النزوح جعل العديد من المشكلات الامنية والاجتماعية والنفسية والتربوية التي يعيشونها حاليا ستتترك اثارا سلبية في تنشئتهم مستقبلا.
فنشأة هؤلاء الاطفال في ظل الحروب وتجرعهم مرارة الارهاب وشربتهم كأس التهجير القسري، سيولد لديهم مشاعر عميقة من الالم والخوف وتوجس تؤثر سلبا على صحتهم النفسية وسلوكلهم في المستقبل بسبب قسوة التجارب الحياتية التي تعرضوا لها في مرحلة المهد.
وكثير من هؤلاء الاطفال قد فقدوا ذويهم، أو تركوا أهلهم او أصدقائهم وجيرانهم، والبعض يعيش تجربة اليتم المؤلمة والفقر والجوع غياب الامن والسلام.
ولاشك ان هذه المآساة التي يعشها اطفال الموصل النازحين تتطلب يقظة ضمير المجتمع الانساني للاسراع في تمويل مواد الاغاثة لهؤلاء الصغار من طعام وشراب وادوية واغطية.
كما ان المؤسسات الدولية والعربية كاليونسكو ومنظمات المجتمع المدني العربي عليها واجب انساني يتمثل سرعة حشد التبرعات السريعة لزيادة عدد المخيمات لهؤلاء النازحين وتوفير مستلزمات الحياة الامنة والكريمة فيها، وخاصة البان الاطفال.
وأوجه دعوة خاصة للفنانين والمثقفين العرب لأن يتبنوا حملات لجمع تبرعات توجه لأطفال الموصل النازحين تحميهم من قسوة البرد وتوفر لهم الطعام والكساء والدواء لحين عودتهم الي أرضهم سالمين.