بلا كفن ووداع.. دفن ضحايا الزلزال بمقبرة أديامان بالهيئة التي أخرجوا بها


في تلك المدن التي ضربها الزلزال، تتسع مساحة المقابر مع مرور الوقت. 
 تأتي سيارة الموتى لتفرغ حمولتها في مقبرة أديامان جنوبي تركيا، وعلى الجانب الآخر تتعالى صيحات وصرخات ذوي المتوفين.  تعمل حوالي 15 آلية حفر دون توقف، في سهل خصص كمقبرة لضحايا الزلزال، بعضها يحفر الأرض، وأخرى تواري الموتى الثرى. تقول المواطنة باسا تونج، السبت (11 شباط 2023)، “انهار منزلنا بالكامل، ولم يتبق منه شيء، ويستعصى على المرء الدخول إليه”، مضيفة “ماتت زوجة ابني، لكنه نجا”.  ولعدم توفّر إمكانية مواراتهم بالطريقة الاعتيادية، يدفن ضحايا الزلزال بالهيئة التي تمّ إخراجهم بها من تحت الأنقاض، دون غسيل ولا كفن ولا حتى وداع.  أيضاً، المواطنة سيجان توران، تحدثت لشبكة رووداو الإعلامية وهي تذرف الدموع، قائلة “مات اثنان من عائلتي، هما أختي وابنها. لم نفعل لهما أي شيء، لقد غطيناهما فقط بغطاء (بطانية) ودفناهم”.  بحسب قرار رسمي من السلطات التركية، فإنه يتم دفن الجثث التي لم يتم التعرف على أصحابها خلال 24 ساعة.  حفر مصفوفة في مقبرة أديامان، حيث تحوي كل حفرة على حوالي 500 جثة ملفوفة بقطعة قماش فحسب.  بدورهم يقوم رجال الدين بطمأنة ذوي الضحايا لعدم القلق بشأن الطريقة التي تمّ دفن الضحايا بها.  الملا عبد الله يلماز، على ما يلي “لقد حدث ذلك في تاريخ الإسلام بالماضي، خصوصاً في زمن الحرب. لا شيء ينفذ خارج الثوابت والشرع”.  وتابع “لأجل هذا، فلتطمئن قلوب أسر الضحايا، لأنه لن يتم دفن ذويهم بطريقة غير شرعية بأي شكل من الأشكال”.    على شاهدة كل قبر، كتب رقم أو اسم المتوفى إن توفّر.  في اليوم السادس من الزلزال “المدمر”، وصل عدد الضحايا في أديامان إلى نحو 4 آلاف، في وقت لا يزال الآف تحت الركام، بالتزامن مع توسّع رقعة المقبرة في محيط المدينة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *