وزير الخارجية الاسبق: مؤتمر بغداد الثاني حقق دعما سياسيا للعراق وفي انتظار ترجمة مقرراته عمليا

أعتبر وكيل وزارة الخارجية العراقي الاسبق، لبيد عباوي، مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة، الذي عقد في عمان اليوم “ناجحا وحقق دعما سياسيا واعلاميا للعراق”، مشيرا الى:”اهمية ترجمة مقررات المؤتمر الى نتائج عملية ملموسة”.

قناة “وكالة أنباء عراقيون” على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول  

 وقال عباوي انه “من الضروري ان يضغط المؤتمر على كل من الجارتين ايران التي حضر ممثلها للمؤتمر، وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان بدعوة من العراق، وتركيا، التي مثلها سفيرها في عمان،  لاحترام سيادة العراق وعدم خرقها والتوقف عن القيام بقصف الاراضي العراقية في اقليم كوردستان والتدخل العسكري المباشر واطلاق حصة العراق من المياه لمساعدة البلد في تحقيق استقراره الامني والحياتي”. وعن سبب عقد المؤتمر في عمان بدلا من بغداد، قال الوكيل الاسبق لوزراة الخارجية العراقية:” باعتقادي السبب هو ان هناك احزاب عراقية حاكمة ليست لهم الرغبة في احتضان هذا التجمع العربي والاقليمي والدولي ببغداد، مع ان اسم المؤتمر(مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة)، لهذا تم نقله الى عمان باعتبارها الاقرب الى العراق ولضمان نجاح اعماله وعدم التسبب باشكالات للحكومة العراقية التي تشكلت توا بعد جمود سياسي استمر لفترة طويلة، وكان يفترض ان يقام ببغداد”. وبتوضيح اكثر، قال عباوي: “هناك قيادات سياسية واحزاب عراقية حاكمة لها وجهات نظر غير ايجابية اتجاه بعض الدول العربية  المشاركة في المؤتمر تتعلق بالتوازنات كما ان لمواقف ايران من هذه الدول تاثير على هذه الاحزاب، خاصة وان المؤتمر ناقش بجدية موضوع الحفاظ على سيادة العراق وعدم خرقها وتهديد ايران بارسال جيشها الى داخل الاراضي العراقية، بينما الجيش التركي خرق السيادة العراقية ودخل الاراضي العراقية في اقليم كوردستان”. اضاف العباوي ان “الاردن كانت وستبقى مبادرة الى دعم العراق ودول المنطقة من اجل تحقيق الاستقرار الامني لهذه الدول، وخاصة وان استقرار العراق امنيا ياتي لصالح الاردن التي هي ليست بمنأى عن الارهاب والضغوطات السياسية”، مشيرا الى ان ” الاردن عرفت كدولة معتدلة وتعمل على التوسط وحل الازمات بين الدول العربية خاصة المجاورة لها”. الوكيل الاسبق لوزارة الخارجية العراقية ذكر ان “الحضور السياسي العربي والغربي والاقليمي لمؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة  يمثل دعما سياسيا للحكومة العراقية التي حضرت بكامل ثقلها، حيث تراس الوفد العراقي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وهو شخصية سياسية كوردية، اضافة الى باقي اعضاء الوفد.”، منبها الى اننا:” لا نريد ان تنتهي اعمال المؤتمر بنجاحه الاعلامي وتبادل برقيات التهنئة فقط بل بالنتائج العملية، والسؤال هنا هل هذه الدول المشاركة في المؤتمر قادرة بالضغط على دول الاقليم  بعدم تهديد سيادة العراق”. ونبه عباوي الى ان “ايران تريد ان تحرف الانظار عن مشاكلها الداخلية واسباب الانتفاضة الشعبية وعزلتها الدولية متهمة العراق بايواء بعض فصائل المعارضة الايرانية لهذا تقوم بقصف الاراضي العراقية متجاهلة الاسباب الحقيقية لمشاكلها الداخلية والخارجية”. يذكر ان مؤتمر بغداد الاول للتعاون والشراكة،  كان قد عقد في العاصمة بغداد في الـ 28 من آب 2021 ، بمبادرة من الرئيس الفرنسي  ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة العراقية السابق مصطى الكاظمي وبمشاركة  كل من السعودية  والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن ومصر اضافة الى ايران، كما شاركت كل من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي، ومثلت من قبل أمنائها العامين. ويعد مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة، الذي عقد اليوم الثلاثاء، في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت، أول لقاء دولي رفيع المستوى يشارك فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد مشاكل سياسية استمرت لأكثر من عام. كما يعتبر هذا المؤتمر بمثابة قمة تجمع فرنسا واللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والسعودية، من اجل دعم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة والعمل على بناء التكامل الاقتصادي، وترسيخ دولة الدستور والقانون وفي محاولة لنزع فتيل الأزمات المتفاقمة في المنطقة عبر الحوار. وشارك في اعمال المؤتمر كل من  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكل من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي ينسّق مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني ومنسق الاتحاد الأوروبي لهذه المحادثات إنريكي مور،اضافة الى وزراء خارجية إيران والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ، كما شهد المؤتمر انضمام عضوين جديدين، هما سلطنة عمان والبحرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *