سرمد كوكب الجميل يكتب|التحولات من مواطن الدولة الى مواطن السياسة فمواطن الاقتصاد والمال والسوق

عراقيون/ مقالات رأي
عاش الناس طيلة عقود ضمن مفهوم مواطن الدولة بكل ما تحمله من تعسف وضيق افق وضوابط وقيود ايديولوجية ومفاهيم متنوعة صحيحة ام خاطئة رسمها وصاغها دعاتها وضمت تربية نشأت عليها اجيال ومنذ النشأة الاولى في المدارس الابتدائية تربية وطنية تربية مدنية ثقافة قومية وغيرها فكان سمتها بناء مواطن يملؤه الخوف والرعب ويقابله الالتزام والطاعة فكان المجتمع ضحية سياسات اتسمت بها تلك المرحلة لتنتهي بنهاية القرن العشرين بشيوع مفاهيم العولمة واختراق المجتمعات لتبدأ مرحلة الفوضى السياسية والتشتت الذهني وتعدد خيارات السياسة وضيق خيارات الحياة تحت مغلف مستورد يدعى الديمقراطية وتسابق الكثير في الدخول ضمن حلقة السياسة فكانت مدخلا لا تحكمه ضوابط ولا تقيده مبادئ فسمته التقلب لبلوغ المراد ويمكن توصيفه بالسباق غير المنظم ( مرثون ) ضمن عالم السياسة فكان الحديث والتفكير في السياسة لبلوغ الهدف فظهر مواطن السياسة وسرعان ما اكتشف المجتمع بان هذا الطريق هو الاقصر نحو المال والثروة فمنهم من هجر السياسة وتمسك بالاقتصاد ومنهم من جمع بين الاثنين وهناك من تسلق الاقتصاد من خلال سلم السياسة فنشا مواطن جديد في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين يسمى مواطن المال والاقتصاد والسوق ( مواطن الفساد ) واتسع نطاقه بعد تفاقم الازمات وانتشر واتسع بحكم المتطلبات والحاجات والرغبات للفئة الواسعة في المجتمع ناهيك عن ما تركته السياسة فيه من اثار سلبية في المجتمع؛ التطورات العالمية لمنتجات التكنولوجيا والزيادات السكانية المفرطة وغلبة فئة الشباب التي هي بامس الحاجة للعمل واتساع نطاق المغريات وغياب شبه كامل للضوابط والاجراءات التي تحدد مسارات المجتمعات فبرز مواطن المال والاقتصاد هذا ليشكل ظاهرة حديثة تتباين بين مجتمع واخر وبسيادة مواطن الاقتصاد والمال والسوق تكون المجتمعات قد بلغت ما سعت اليه العولمة في مضامينها .

وايا كان المواطن في اي مجتمع بسيادة مواطن الدولة او السياسة او الاقتصاد فانها قي النهاية محاولات لانتزاع القيم الانسانية الراسخة في مجتمعاتها وتحولها نحو مظاهر حديثة يسعى لها من تحقق له اهدافه وعلى راسهم الشركات وراس المال …وهذا بحد ذاته يمثل التحدي الاخطر فتفاقمت الحروب والنزاعات وما نشهده اليوم يمثل جانبا من ذلك المشهد وتبقى المجتمعات ذات القيم الراسخة و المتجذرة هي الاكثر معاناة من غيرها وسيكون لها السبق ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *