لأداء صلاة “التبشير الملائكي” .. قرقوش على موعد مع البابا فرانسيس يوم غد

عراقيون/متابعة/ يستعد المسيحيون في بلدة قرقوش لاستقبال بابا الفاتيكان، الذي سيؤدي صلاة “التبشير الملائكي” في كنيسة الطاهرة الكبرى هناك، وسيلتقي الأهالي في تلك البلدة، التي تعد من أقدم المناطق المسيحية وأعرقها في الشرق.

وأفاد تقرير لموقع “الحرة” نشر اليوم السبت، 6 آذار 2021، بأن “بلدة قرقوش التي كانت أكبر بلدات السهل المسيحي، وكانت تضم قرابة خمسين ألف ساكن، عاد إليها ما دون نصف سكانها السابقين، وأغلبهم من الطبقات الاجتماعية غير المنتجة والفعالة اقتصاديا، المجبرة على الاختيار بين العودة أو البقاء في مخيمات النزوح”.

 وأوضحت ان ” مهاجرون جدد شغلوا الفراغ الذي صار في هذه البلدات، الذي بلغ مجموع العائدين إلى مناطقهم الثلث فقط، وهم في حالة قلق سكاني، بحيث عاود الكثير منهم النزوح مرة ثانية من تلك المناطق، بسبب سوء الأحوال الأمنية والخدمية فيها”.

وتقدر مساحة السهل بحوالي 50 ألف كيلومتر مربع، وتضم العشرات من البلدات، مثل بعشيقة وبحزاني وتل أسقف وتلكيف وكرمليس وبرطلة، إلى جنب المئات من القرى التي كانت عامرة بالصناعات الزراعية، التي كانت تصدرها لجميع أنحاء العراق، لكن مجموع الأعمال وأنماط الحياة التي كانت ذات هوية خاصة في تلك المنطقة، لم تعد موجودة.

وأرجع الباحث والناشط جورج نبيل صراف، أسباب عدم عودة المسيحيين إلى قراهم وبلداتهم في منطقة سهل نينوى، إلى ثلاثة أسباب، حيث قال إن “التركيبة الديموغرافية والدينية والقومية لأبناء تلك المنطقة تمتلك حساسية خاصة تجاه العنف، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الواقع في خطوط التصدع بين القوى المتصارعة. فقد كان احتلال داعش لمدينة الموصل وسهل نينوى شمالها، وكمية العنف التي مارستها، دورا في تفزيع المجتمع المسيحي في مناطقهم السهلية”.

وأضاف صراف، واصفا تلك الحالة بأنها “كانت مجرد بوابة لما حدث فيما بعدها”  “جاءت عسكرة وهيمنة القوى المسلحة على تلك المنطقة والمناطق المحيطة بها بعد مرحلة التحرير لتزيد من حالة خوف السكان، فالصراع الحديث لم يعد مجرد تنافس سياسي، بل ثمة نذر لصراع. الصراع حول تابعية المنطقة، بين الحكومة المركزية  وحكومة إقليم كوردستان يزيد من مدى قلق تلك المنطقة”.

ويعتبر مسيحيو سهل نينوى أنفسهم “أضعف” الجماعات الأهلية في تلك المنطقة، التي كانوا يشكلون أغلبيتها المطلقة.

جدير بالذكر انه منذ العام 2003 طالبت العديد من القوى السياسية المسيحية بتشكيل محافظة خاصة في منطقة سهل نينوى، أن تكون تابعة إداريا وعسكريا إما للحكومة المركزية أو لحكومة إقليم كوردستان،  لكي تملك مستوى من الاستقلال الأمني والاقتصادي الداخلي، حتى يشعر سكانها بنوع من الأمان، دون خشية من محيطهم أو من الصراعات السياسية والأهلية المحيطة بهم، بحسب ما أفاد به مراقبون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *