الإخوان وبشار وإيران!! بقلم: سميح المعايطة  

 

منذ أن جاءت ثوره الخميني في إيران نهاية السبعينيات كان “الإخوان” الجهة الشعبية الأهم التي سوقت وروجت للنظام الإيراني الجديد باعتباره رمزا للدين ولأنه نصير فلسطين وعدو الاحتلال الصهيوني.

وحتى عندما كانت الحرب العراقية الإيرانية كان الإخوان أقرب إلى إيران لأنها تعتبر أن نظامها “إسلامي” والنظام العراقي بعثي عدو للدين ،وبقيت هذه العلاقة القوية بل توطدت عندما ظهرت حركه حماس التي أصبحت من حلفاء ايران، واستمر كل هذا حتى بداية الأزمة السورية عام ٢٠١١.

 

وفي سياق مواز، كانت علاقه الإخوان مع نظام الأسد الأب ومن ثم ابنه بشار في أسوأ أحوالها، فأنصار الإخوان بسوريا اصطدموا بنظام الأسد في نهاية السبعينيات، وكانت مجزرة حماة، وخروج معظم إخوان سوريا للخارج.

 

وانسحب هذا السوء في العلاقة على فروع جماعة الإخوان في العالم حتى بداية التسعينيات عندما ظهرت حماس وتقربت من نظام الأسد الأب ثم ابنه، وأصبحت وفود الإخوان من الاْردن ودوّل العالم قريبة من دمشق باستثناء إخوان سوريا، الذين لم يستطع اخوان الاْردن والعالم وحتى حماس إقناع نظام الأسد بفتح صفحه جديدة معهم .

 

ايران ونظام الأسد ارتبطا مع الإخوان منذ أكثر من ربع قرن بعلاقة وثيقة، وكان هذان النظامان من وجهة نظر الإخوان قلعة المقاومة والممانعة الداعمة لفلسطين وقضيتها في مواجهه أنظمه أخرى.

 

وكان الإخوان يغمضون أعينهم عن كل عيوب النظامين حتى تلك التي كانوا يقولونها في خطب الجمعة عن فتاوى بحق النصيريين وعن مجازر حماة وتدمر، لقد تناسوا جل ما قالوه وأصبح نظام الأسد هو رمز دعم المقاومة.

 

وأصبح الإخوان الأكثر دفاعا عن النظام السوري وإيران وحزب الله، ونسوا حتى مشكله إخوان سوريا مع الأسد، ربما لأن مصلحه حماس حينها كانت التحالف مع نظام الأسد وإيران، فكانت هذه المصلحة أقوى من كل ما كان من مواقف ونصوص شرعية وتاريخ سياسي.

 

وعندما جاء ما سمي بالربيع العربي وبدأت الأحداث في سوريا، تبدلت المواقف، والسبب ليس في مواقف سوريا وإيران بل لأن تحالفات الإخوان وحماس في المنطقة كانت مع محور آخر في الإقليم، ولأن مصالح الجماعة أن تقف في معسكر آخر، فلم تعد سوريا وإيران عنوانا للمقاومة ومعسكرا للممانعة، وتحول كل ماكان من تحالف وود إلى عداء، وأصبح الإخوان ممن يسعون لإسقاط نظام بشار.

 

لكن من هو الذي تغير: الإخوان أم بشار وإيران !؟،والإجابة يعرفها كل متابع لأن النظام الإيراني بمشروعه التوسعي في الإقليم، وهو مشروع فارسي يحاول استغلال قضية فلسطين لتسويق نفسه شعبيا، كما أنه يقدم نفسه مرجعا للشيعة مع أنه ليس إلا مشروعا قوميا فارسيا يغطي نفسه بالدِّين.

 

اما النظام السوري فقد كان الإخوان قبل التحالف معه يصفونه بأنه باع الجولان وأنه لم يفتح حدوده مع كيان الاحتلال ولا بطلقة منذ عام 1967، وهو لم يتغير بل أنه لم يغير موقفه من الإخوان السوريين رغم تقاربه الشديد مع إخوان الاْردن وحماس وغيرهما.

 

ايران هي ايران ونظام الأسد هو نظام الأسد في عهد الأب والابن، لكن من قفز من معسكر العداء لبشار إلى تنصيبه رمزا للمقاومة هم الإخوان وحزب الله الذي كان حليفا للإخوان وحماس التي كانت تابعة لإيران، لكن الجماعة لم تكن تتحدث عن هذا لكنها اليوم اكتشفت هذا لأنها قفزت إلى خندق محور إقليمي آخر.

 

نظام الأسد لم يغير جلده من أجل إرضاء الإخوان وحماس، لكن الجماعة هي التي قفزت عن مواقفها السابقة وأعطته مكانة جديده ونسيت حماة والجولان، ثم غيرت لسانها وربما لو استقر الحال بالنظام السوري لعادت الجماعة تطلب وده ورضاه وتصفه بالبطولة ودعم المقاومة، وكذلك الحال مع ايران التي اكتشفت الجماعة اليوم أنها مشروع طائفي بعد أن كانت تصفها قبل ذلك بنصير الأمه وعنوان الصمود .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *