سرمد كوكب الجميل :خطر سعر الصرف وتبعاته ..اربعون سنة ولم نتعلم الدرس

يبدو العقود الاربعة الماضية التي مرت على العراق لم تكن كافية ليتعلم المعنيون بالامر حجم الأضرار التي يمكن ان تصيب الاقتصاد والمجتمع والدولة جراء خطر سعر الصرف ان وقع لا سمح الله.
في سنة 1979 بيعت الورقة النقدية فئة 25 دينار ( ام الحصن ) بمئة دولار في أسواق نيويورك ولندن اي كل دينار عراقي كان يساوي 4 دولار في السوق العالمية فيما كان كانت قيمة الدينار ٣.١ دولار وكانت ورقة فئة ٢٥ دينار في السوق العراقية 77,5 دولار اذ كانت العملة العراقية فوق قيمتها over value وبعد مسيرة شائكة طيلة اربعة عقود 1980 -2020 استقر الدولار مؤخرا 1220 دينار تقريبا ولا بد من التذكير بتلك السنين العجاف التي كانت أشبه بالكابوس الذي حط على هذا البلد ومجتمعه فخسر من خسر وأثرى من أثرى وافتقر من افتقر والحديث طويل ومؤلم ومرد كل تلك المصائب هو سعر الصرف للدينار العراقي بالعملات الأجنبية ، ونسمع اليوم الكثير من المقترحات والتوقعات والتعليقات حول سعر الصرف ومخاطره وليعلم الجميع بأن ابشع خطر يواجه العراق اليوم اقتصادا ومجتمعا وسياسة يتمثل بخطر سعر الصرف ولكم في الأربعين سنة الماضية مثالا واضحا مقارنة بكل الدول وعبرة لا ينبغي نسيانها.

ويقصد بخطر سعر الصرف تذبذبه وعدم استقراره مما يخلق حالة من عدم الاستقرار في السوق تقود لنتائج كارثية على الاقتصاد والمجتمع بشهادة العقود الأربعة التي مضت فقادت لانهيار قيمة الدينار من اربعة دولارات الى ما قيمته 0,00083 دولار يعني الدينار يساوي اقل من واحد من الف من السنت وهي قيمة لا يمكن تخيلها، اربعون سنة وقد حملت معها تاكل مستمر في قيمة الدينار ولم يلاحظ اية معالجة او سياسة تذكر لدعم الدينار حتى بعد ٢٠٠٣ ولغاية اليوم .

لذا فادارة سعر الصرف للدينار قد حاولت استقراره في السنوات الأخيرة مع هوامش بسيطة للتغير لذا دعوه مستقرا على سعره حتى ولو تطلب الأمر فرض المزيد من الضرائب وخفض النفقات دون المساس بسعر الصرف وبعكسه فسيلحق بالعراق كارثة اقتصادية واجتماعية قاسية جدا قد تكون نتائجها خطيرة وستستمر عقودا في المستقبل لا سمح الله وسيفقد الدينار المزيد مما تبقى من قيمته الضئيلة التي احتفظ بها فماذا بعد ذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *