الموصل .. ليست نهاية الطريق بل بدايته / ربيع الحافظ
الموصل دُمرت ولا يكاد السائر ما بين حي الدواسة ومبنى المحافظة يميز أين هو بالضبط. الاحياء السكنية حرقتها المدفعية الثقيلة والقصف الجوي.
الموصل بنكهتها التي عرفناها ذهبت ولن تعود، ولكن ليست وحدها فقد دمرت برلين وستالينغراد وأعيد بناؤها وهي تقف اليوم بين جلوس.
الإرادات تعيد بناء المدن، ولا يعرف العشق إرادة عاشق مع معشوقته كالموصلي مع الموصل التي أباح لها عشقه في الساحل الأيسر حين راح يزيل التراب عن جبينها ويضع المساحيق على وجنتيها ويعيد البسمة الى محياها.
تدمير المدن صفحة بشعة لكنها إعادة ولادة بشخصية تستمد من المأساة عزيمة وتحد وهي قصة نجاح الألمان واليابانيين.
عرف الموصليون وحشية داعش ويكتشفون اليوم أن الاستهتار بالنفس البشرية ليس من اختصاص داعش وحدها وأن من جاء ليخلصهم منها لا يقل عنها استهتارا.
الموصل مدينة منكوبة لن يعاد بناؤها لسبب بسيط فخزينة الدولة منهوبة والحكومة فاسدة. من دون كسر لهذه المعادلة المقفلة فإن الخراب باق.
اللحظة هي لحظة إرادة الموصلي لكسر المعادلة ورفع يد الحكومة الفاسدة عن الموصل وتمكين مجلس إدارة من خبرائها وحكمائها وبيوتاتها من وضعها على المسار الصحيح.
ليس أمام الموصل خيار من الداخل وخيارها الوحيد هو تدخل دولي يضمن إخلاءها من المليشيات واطقم الفساد وفرض الأمن.