أنا (موصلي) أرددها وأفتخر / بقلم: علي الديوه جي

 

 

لا اعتبر سقوط الموصل بيد داعش هي الجريمة  الوحيدة بحق هذه المدينة بل رافق السقوط هجمة شرسة من الذين يدعون بانهم شركاء الوطن  وبتهم سخيفة ومذلة بحقهم قبل ان تكون مذلة  بحق اهل الموصل نساءا ورجالا هذه  الهجمة لم تكن شعبية وعفوية  بقدر ما كانت هجمة سياسية من سياسيين فاشلين وقادة خائنين  وامعات معهم ممن يحسبون على الكتاب والمثقفين  كالت للموصل واهلها شتى التهم  الهدف من هذه الهجمة خلق عقل جمعي  بتوجيه  اصابع الاتهام لهذه المدينة واهلها وانهم هم من اضاع العراق واوصله لهذه الحالة من التدني بكل شي علميا وماديا  والهدف  الثاني من هذه الهجمة كان موجها لابن المدينة على وجه الخصوص  لبجعله يشعر بالحنق وتشكيك الذات وزرع بذور الكراهية لمدينته في نفسه وكرهه من الانتساب لها.

كانت الموجة عالية والصراخ على اشده والهستيريا وقلة الادب والحكمة في ايام السقوط الاولى وما اتبعها من اسابيع واشهر  جعل من الموصل كلمة يرددها كل من هب ودب ويكيل الاتهامات لها كل ساقط وسفيه ممن كانوا ولازالوا يدعون  بانهم سياسييون او محللون  او امعات  يدعون الثقافة.

التزم اهل الموصل الصمت في حينها ولغاية الان هم ملتزمون الصمت واقول انه  صمت الحكماء لا صمت الجبناء وهذا هو السر في اهل هذه المدينة  الذين مرت عليهم الكثير من الاحداث  والشخصيات  كانوا يترقبون الاحداث بعين باصرة وعقول متربصة فالولاء ليس كلمة تعطى بل هو عهد دم وموقف اقول ان هذه الشخصيات زالت  بزوال صانعها او الاحداث التي قدفت بها الى الواجهة وبقوا هم اهل الديار وغيرهم الغرباء

الذين يزولون بزوال ظرف وجودهم

في احداث ٢٠٠٣ كان  اهل الموصل هم اول من تصدى لعمليات النهب والسلب التي جرت. وهب شبابها ملبين دعوة الشيوخ والوجهاء ونزلوا الى الشوارع حاملين اسلحتهم مدافعين عن مدينتهم بكافة موسساتها ومكتباتها  وجامعاتها وضربوا الايادي التي امتدت لتسرق واختاروا الجوامع كاماكن تجميع لقدسيتها لا لقدسية مشايخها  واستطاع اهل الموصل تنظيم انفسهم واعادة الحياة الى مدينتهم باسرع مما كان يتصور الامريكان انفسهم وانتخبوا حكومة محلية ومدراء دوائر وتهادى الخيرون فيما بينهم وسارت الامور بنحو طبيعي  فالموصلي  كما هو معروف عنه منظم في حياته بشكل دقيق ولا يستطيع ان يعيش الا في ظل دولة وقانون ويكره الفوضى وانعدام القانون لانه لاحياة في ظل الفوضى والفساد .

كتبت هذه المقدمة لتكون بداية لسلسلة من المقالات ادافع بها عن مدينتي واهلها التي اصابها الحيف الكبير والظلم الكثير  طيلة هذه السنين ودفعت ثمن باهضاً  دما واموالا نتيجة توسد رجالا لا يومنون بالدولة اصلا وهم رجال سلطة لا رجال دولة  والفرق كبير بين الكلمتين

ما ساكتبه يعبر عن رايي الشخصي وهو ليس من  باب المنة والفضل بل  هو جزء يسير جدا من دين كبير في عنقي لهذه المدينة التي  مهما فعلنا لن نوفي حقها فهي قد زادتنا شرفا ورفعة عندما نقول انا موصلي

واقولها  وارددها انا موصلي وافتخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *