سرمد كوكب الجميل يكتب | الغباء الاصطناعي : الاتجاه المعاكس

عراقيون/مقالات رأي
كتبت احدى الصحف العالمية.. يسعى العالم باعتماد الذكاء الاصطناعي في حل الازمات وصناعة القرارات وتخفيف العبء المزمن فقد اصبح متاحا للجميع لا يتطلب الا شبكة انترنت كفوءة وجهاز حاسوب او ربما موبايل ليدخلك الى عالم الذكاء الاصطناعي عندئذ يسهل اتخاذ القرار على كل المستويات وتتعدد مزاياه ولكن له سلبياته في الاحتيال والنصب واختراق الخصوصيات، وقلت في نفسي يبدو والحمد لله فقد منح الله مجتمعنا ذكاءا طبيعيا وقدرت بعض التقارير الدولية بان مجتمعنا يقف في الصف الاول في سلم الذكاء في المجتمعات الانسانية لذا كان ضروريا ان نبحث بالاتجاه المعاكس واتخذنا من الغباء الاصطناعي مدخلا لخلق المشاكل والازمات والقفز عليها وتاجيلها كيما تكبر وتتفاقم لتعم الفوضى ونسبح في نعيمها فقرا وجهلا ومرضا وتخلفا، واذا افصحت عن ذلك جاءك الرد من دول اخرى نحن كذلك فيبدو الغباء الطبيعي والاصطناعي عابرا ومتخطيا للحدود او ربما لنا ولهم فيهما مشتركات؛ قال احدهم نريد جسرا معلقا ورد اخر نريده محلقا في السماء فيما يغرد اخرون ويهللون ويكبرون ان الحمد لله قد احيل الجسر ليضيف ساحلا نهريا بعد ان انتهت سواحل دجلة بالقاعات والمجمعات وانطلقت صيحات من بعيد لقد جف دجلة فلم يعد دجلة الخير جاريا، وتجاوزت على مجراه استثمارات ودور سكنية للفاسدين والمتجاوزين والعاملين عليهما..اي كلام هذا الذي تتحدث به وانت وراء الكي بورد، والله سيدي انا من المشائين ألم تلاحظ الابنية في مجرى نهر دجلة من جنوب الموصل الى شمالها ! قبل خمسين عاما او يزيد واظنها سنة ١٩٧١ كتب احد زملائي على سبورة الصف بالطباشير الاصفر بعد ان غادر المدرس “” يا ابو هيثم لا تهتم نشرب كاز وناكل سم “” فقد غصت مدينتنا وقتئذ بازمتين الاولى شحة الكاز والثانية ازمة صحية سببها توزيع الحنطة المعفرة بالزئبق على الفلاحين، فكانت حمراء فطبخها البعض وقالوا معجونها منها … فتسممت الاغنام والبشر واستدعي زميلي وتم التحقيق معه وشهدنا ان قصده خير فافرج عنه .. كل من هذا وذاك اننا كنا نستخدم تقنيات الغباء الطبيعي قبل عقود فنصنع الازمات ويتفرج اؤلو الامر ..ولكن ذهب ذكاؤنا الى غير رجعة فلم يعد مجديا فتحولنا الى الغباء الاصطناعي اذ لم يعد غباؤنا الطبيعي كافيا، فاذا كان التحول نحو الذكاء الاصطناعي ضرورة المرحلة ونحن اليوم نستخدم كل تقنيات الغباء بكفاءة وفاعلية والحمد لله فقد وجدتها في العديد من المقالات لباحثين في ازمة سعر صرف الدينار وكيف هي لصالحنا وصالح الدينار فتبا للمتقدمين المتدلورين في العالم فقد اضافوا ازمة اخرى لازماتنا …اما سمعتم …يابا معلم على الازمات كلبي…!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *