وعود الحلبوسي في نينوى بين السماء والارض

وعود الحلبوسي في نينوى بين السماء والارض

موصليون يتساءلون لماذا يتذكرون معاناتنا قُبيل موسم الانتخابات فقط ؟

تحقيق : شهاب الصفار

نحو اسبوعين مضت على مغادرة رئيس مجلس النواب العراقي وزعيم حزب تقدم ” محمد ريكان الحلبوسي ” ارض نينوى بعد زيارة وصفها مهتمون بالشأن السياسي بالطويلة مقارنة بمثيلاتها للمحافظات العراقية الأخرى , الزيارة اشتملت منذ الساعات الأولى لوصوله الى ارض الموصل جولات ميدانية برفقة أعضاء الحكومة المحلية لنينوى متمثلة بمحافظها “نجم الجبوري” وقائم مقام قضاء الموصل “زهير الاعرجي” ويصحبهم مدير بلدية مركز المحافظة الذي تسنم منصبه حديثاً “عبدالستار خضر الحبو”.

الزيارة التي تزامنت مع قرب الانتخابات جاءت للإطلاع على واقع نينوى الخدمي الإعماري الاستثماري , وتوجيهات للمرؤوسين بتصحيح العمل بحسب التصريحات الإعلامية التي غزت منصات التواصل الاجتماعي في محاولة لتقديم الحلبوسي كشخصية الفارس على الحصان الأبيض القادم من الغرب العراقي لينتشل نينوى من الحضيض على حد وصف المختصين في الشأن الإداري و الإعلامي في المحافظة .

ومن وجهة نظر ثانية , اعتبرها ناشطون الوجه المخفي من وثيقة تفاصيل الزيارة التي حملتها الحقيبة الدبلوماسية للوفد المرافق , هي ورقة الترويج الانتخابي لمرشحي حركة تقدم التي يتزعمها الحلبوسي من خلال تكوين صورة جديدة لأسلوب الحكم المستقبلي داخل نينوى واستيراد تجربة الاعمار التي يروجون لها في محافظة الانبار مسقط رأس الحلبوسي .

إعادة اعمار مطار الموصل وجامع النبي يونس بعد تدميرهما ابان سيطرة تنظيم داعش الإرهابي , واطلاق الرواتب المدخرة لدى الحكومة المركزية لموظفي نينوى وإصلاح النظام المروري في المحافظة كانت من بين ابرز الوعود التي اطلقها رئيس البرلمان طيلة الستة أيام التي قضاها في الموصل .

تقاطعات ومناوشات شهدها القاصي والداني من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي داخل وخارج نينوى , بين ما يعرف اليوم بمحور الحلبوسي الالكتروني واقطاب الصراع على التمثيل السياسي داخل نينوى والمتمثل بالذباب الالكتروني المشترك للخنجر والفياض على حد ما وصفه الباحث في الشأن السياسي ( س , م ) والذي طلب عدم الكشف عن نفسه لدواعً امنية .

من الواضح ان محمد الحلبوسي يسعى لتقديم نفسه كزعيم للمكون السني داخل العراق , هذا ما عبر عنه المواطن ” خيري محمد ” من سكنة الموصل القديمة مضيفاً ان هنالك جهات تعمد الى التسقيط والتنكيل لمن يعترض عليه , كما انه على الاغلب لا يقدح من رأسه بل يتكلم ويتصرف بدعم امريكي وتوجيه إقليمي بدليل ان ايران غير معترضة على تحركاته الأخيرة .

فيما عبر الباحث في الشؤون القانونية صادق يحيى عن استغرابه من تجاوز من يمثل اعلى سلطة تشريعية على واجباته الوظيفية وتدخله بقضايا تنفيذية بحتة وعدم الفصل بين السلطات لغرض الترويج الانتخابي وتسويق نواب كتلته الانتخابية , لافتا الى ان الحلبوسي يتلافى دائماً الحديث عن ملف التدقيق الأمني الذي اصبح منذ عمليات التحرير سيفاً مسلطاً على رقاب الناس , وتحاشى كذلك التعليق على تدخلات الفصائل الولائية داخل نينوى في المشاريع على اختلاف أنواعها وتعقيد إحالتها للمستثمرين ومايسمى بمكاتبها الاقتصادية , وعدم اهتمامه بموضوع توسعة التصميم الحضري لمدينة الموصل والذي تمنع تنفيذه ونقله للواقع الملموس من قبل بعض المتنفذين امنياً .

يضيف الأخ “عمار احمد” والذي كان قد فقد ثلاثة من اخوته ابان سيطرة تنظيم داعش على الموصل ” اذا استطاع الحلبوسي استرجاع حقوق المكون السني من الحكومة المركزية وإعادة المهجرين الى مناطقهم واطلاق سراح الأبرياء من السجون واعادة اعمار المدن المخربة , اذاً ليكن هو زعيماً للمكون السني ولا فرق عندنا كمواطنين بين الحلبوسي او الخنجر او غيرهم من القيادات لان المهم هو عودة الحياة والناس والابتعاد عن الوعود الكاذبة والصراع الداخلي والذي دائما تكون نتيجته صفر ولايعود علينا الا بالخراب”.

يقول “صفوان ج ” الموظف على الملاك الدائم في احدى دوائر نينوى ان الحلبوسي بات اليوم يمتلك فرصة ذهبية عليه استثمارها والحرص على عدم ضياعها كما اضاعها اياد علاوي من قبل , كما ويجب عليه ان يكون صادقا امام الرأي العام الذي اكتسب حساسية مفرطة بناء على تجارب سابقة تجاه الوعود والاكاذيب الانتخابية .

ان زيارة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لمحافظة نينوى ليست سوى دعاية انتخابية بامتياز للترويج لمرشحي كتلته في المحافظة ووصوله على متن طائرة عسكرية تابعة للجيش العراقي هي مخالفة لتعليمات مفوضية الانتخابات لكونها استغلالا لموارد الدولة واطالب المفوضية بتطبيق العقوبة على الحلبوسي لاستغلاله موارد الدولة للدعاية الانتخابية , هذا ما قاله النائب عن تحالف الفتح فاضل الفتلاوي .

بينما يحاول الناشط ” أ . ح” ان يطمئن المجتمع والرأي العام الموصلي بجدية رئيس البرلمان في التعامل مع ما وصفه بالملفات الشائكة ومن بينها ملف الرواتب المدخرة لدى الحكومة المركزية مبشراً إياهم بوصول امر الصرف الخاص بها والشروع قريبا بتوزيعها على المستفيدين .

رجل الدين الموصلي ” نمير الخطيب ” في حديثه الينا يعتقد ان زيارة الحلبوسي ناجحة وذلك من خلال بعض القرارات التي اطلقها ومنها اطلاق مبالغ التعويضات وما وصفه بإصلاح النظام المروري داخل نينوى وإعادة صرف الرواتب المدخرة لموظفي نينوى .

الم يكن من الاجدر ان تأتي أموال حقوق الناس في أوقات زمنية لا تتقاطع من الفترة الانتخابية البرلمانية ام ان حلقات ووعود الاعمار لا نراها او نلتمسها الا في الأشهر القريبة من الانتخابات وهل هنالك من يضمن ان نينوى لن تُسلب رأيها كالسابق ؟ , هذا ما تسائل عنه الناشط “يوسف بسام” .

كان من المتوقع ان تستمر زيارة الحلبوسي سواء بصفته الوظيفية كرئيس للبرلمان العراقي او الحزبية كزعيم لحركة تقدم الانتخابية الى محافظة نينوى عشرة أيام اختصرها “بست” , حملت في طياتها الكثير من الوعود والإنجازات على الصعيد المحلي وصفها البعض بالاستعراضات الانتخابية بينما استبشر البعض الاخر الخير فيها معللين بذلك الزخم الشعبي الذي رافق وصوله الى المدينة كما ان الآراء المجتمعية حافظت على تشابكها حول دقة وأمكانية التزام الحلبوسي بتنفيذ وعوده امام الناس , دون اشعار سابق او تفصيل مرحلي واضح لأنتهاء المعاناة , فهل سيعمد اهالي الموصل الى انتخاب من هو غريب عنها كالحلبوسي والفياض وابومازن والخنجر ، ام ان هنالك قناعات جديدة باتت تلوح في الافق مفادها ان الاصوات ستذهب لإختيار قوائم وشخصيات موصلية مستقلة عملاً بالمثل القائل “انا واخوي على ابن عمي , وانا وابن عمي عالغريب” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *