لتعزيز مفهوم “الفن من أجل السلام” منظمة UPP تقيم كرنفالا فنّيا بناحية برطلة

عراقيون/متابعة/ اقامت منظمة (جسر إلى – UPP الايطالية)، ضمن مشروعها معًا للسلام، وتحت عنوان (الفنون من أجل السلام)، معرضًا فنيًا للرسوم التشكيلية، بمشاركة عدد من شباب وشابات سهل نينوى في ورشة تدريبية، وبإشراف الفنان سامان كريم، وعلى قاعة المركز الثقافي لكنيسة مار كوركيس في ناحية برطلة، اليوم الخميس 25 شباط 2021.

وبحضور جماهيري واسع، إنطلق الحفل بعد قص شريط افتتاح المعرض التشكيلي، بكلمة ترحيبية قدّمها عريف الحفل، السيد محمد عارف منسق مركز شباب طوبزاوة، ومن ثمّ دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق، ومن ثمّ كلمة مدير ناحية برطلة السيد علي محمد إسكندر، مثمناً جهود منظمة (جسر إلى -UPP الإيطالية)، ومنظمة مالتيزر الدولية من خلال فرق العمل المتواجدة والمساهمة في إعادة أعمار ناحية برطلة.


وقالت ممثلة منظمة مالتيزر الدولية السيدة ثراء عبدالسلام: “يعتبر هذا النشاط الفني من الأنشطة التي تدعم الشباب وتطور من مواهبهم والذي يدعم السلام وبناء السلام بين المكونات المتعايشة في سهل نينوى، تأتي هذه الأنشطة ضمن برامج ومشاريع منظمة UPP الايطالية بالشراكة مع منظمة مالتيزر الدولية. وأن منظمة مالتيزر الدولية هي منظمة ألمانية تعمل في العراق منذ زمن طويل في المجال الإنساني، وهي الأن تعمل في سهل نينوى منذ عام 2018، من خلال برنامج عودة نينوى، الذي يساهم في توفير مأوى مستدام وكريم من خلال إعادة إعمار المنازل المدمرة بسبب الحرب، وتحسين سبل المعيشة وتعزيز التطور الاقتصادي ودعم تطوير الاعمال وقطاع الزراعة، وتحسين قطاع التربية من خلال توفير سبل التعليم الجيد للأطفال العائدين عن طريق إعادة تأهيل المدارس وتدريب المعلمين، وتعزيز التماسك الإجتماعي وبناء السلام من خلال الحوار بين الأديان ونشاطات التكامل المجتمعي”.


بعدها ألقى السيد أميل للو مساعد مدير مشروع معًا للسلام، الذي رحب بالحضور والمشاركين في ورشة (الفنون من أجل السلام)، وقدم للو نبذة عن منظمة UPP قائلاً: “أنّ “منظمة UPP هي منظمة إيطالية تأسست في بغداد عام 1991، لدعم الشعب العراقي والوقوف معه بوجه الظلم والحرب، وتعمل المنظمة في مجالات عديدة منها في مجال الصحة النفسية والتربية وإعادة الاعمار وكذلك في برامج بناء السلام والتماسك المجتمعي ودعم المنظمات المجتمع المدني. لدى المنظمة استراتيجية تبنتها في إعادة إعمار المناطق المتضررة بالأخص بعد احتلال داعش وتحرير مناطق سهل نينوى وإعادة الاندماجي المجتمعي في المنطقة التي عانت كثيرا خلال النزوح وبعدها”.


وأضاف للو: “أن المشروع معًا للسلام يركز على الشباب ويعزز دور الشباب والتماسك الاجتماعي وبناء السلام من خلال أربعة مراكز للشباب متواجدة في سهل نينوى في (تلكيف، سيد حمد، طوبزاوة، نمرود). وأنّ ورشة الرسم والتي حملت عنوان (فنون من أجل السلام) التي اقمناها هي أحدى أنشطة مشروع معًا للسلام التي استغرقت سبعة أيام، واليوم الثامن اثمرت نتاجات الشباب في هذا المعرض من لوحات تجريدية وتشكيلية، بعد تشجيع الشباب وتدريبهم وتطوير من قابلياتهم ومواهبهم وهواياتهم في فنون الرسم”.

وقال الأب بهنام للو، راعي كنيسة مار كوركيس للسريان الكاثوليك كلمته في الحفل: “أن عنوان “معًا للسلام” هو عنوان جميل لكي نبدأ نشاطات متعددة ومنها الفنون إن كانت فن الرسم وفن الموسيقى وهو أحد أسباب تطوير الشعوب لأنه يعتبر من الأنشطة الثقافية، ومن المهم جداً أن يكون لدى الشباب الاهتمام بالفن الذي من خلاله تتفجر الطاقات والمواهب التي تكون نوعاً ما مكبوتة في دواخلهم بسبب الحروب والظروف الصعبة التي مروا بها، لهذا تعتبر هذه النشاطات مفرحة بالنسبة لنا وأنّ فن الرسم هو فن جميل، يُدخل الفرح للرّوح وتُنفّس النّفس عن خلجاتها وما يعتريها من ضيق. لهذا نشكر منظمة UPP على هذا النشاط الجميل ونطلب من الشباب المشاركين في هذه الورشة الاستمرار في تطوير ذواتهم ومواهبهم لان الفن هو موهبة مجانية من عند الله، فعلى الإنسان أن يستثمرها لبناء المجتمع ثقافياً واجتماعياً وفي جميع الأصعدة. نشكر جميع المنظمات العاملة في سهل نينوى والتي تعمل على بناء السلام والتماسك المجتمعي”.

وقال الفنان سامان كريم، مدرب ورشة الفنون من أجل السلام: “كان من ضمن المشاركين في الورشة عدد من الشباب والشابات من مكونات متعددة من سهل نينوى. كانت مدة الورشة سبعة أيام والمعرض هو اليوم الثامن التي تكللت بنتاجات ورسومات الشباب. تضمنت الدورة التركيز على المبادئ الأساسية وعناصر الفن وأيضا مفاهيم عن النسب الذهبية والبصرية والتي تتعلق بالتوازن والتركيب الفني، وأيضا أعطيت للمشاركين معلومات عامة عن تاريخ الفن وبدايته منذ العصر الحجري والبرونزي الى العصور الوسطى. وتعلموا المشاركين معنى القيم الضوئية لرسومات التي تعرّف بالحياة الجامدة (Still life) وإستخدام الأقلام الخشبية الخاصة بالرسم على أوراق الرسم، وكذلك تم تعليم المشاركين على التعامل مع الألوان وتحفيزهم على تجريد الاشكال والأنماط والابتعاد عن الواقعية، لان هذا التجريد يعطي عمق للإدراك للواقع ويعطي مغزى أعمق للمفاهيم، وكان لدى المشاركين التعامل مع الجانب الحسي والوجداني أكثر من التركيز على الواقع”.

وأكد أشرف زكي أحد الشباب المشاركين في الورشة التدريبية قال: “لا يوجد شيء أهمّ من السلام بين الشعوب في العالم، والصداقة والودّ بين الإنسان وأخيه الإنسان وقدسية الحياة، ويسعدني أن أكون أحد المشاركين في هذه الورشة، ورشة الفنون من أجل السلام، التي أصبحت جسراً بين الثقافات، والتعرف والتواصل مع أصدقائنا الجدد من النمرود وتلكيف وبعشيقة وقرة قوش وطوبزاوة وسيد حمد ومختلف القرى وبلدات ومكونات سهل نينوى، وهذا التواصل طبيعي لأن محافظة نينوى هي مدينة مميزة يتعايش فيها العديد من الديانات التي تدعوا الى السلام والمحبة، وهم يشتركون جميعاً في حب الحياة”.


تخلل الحفل عرض موسيقي قدمته فرقة مشخت، التي تعتبر مجموع من فنانين وعازفين يمثلون أطياف من مكونات المجتمع العراقي، وأيضا سوقاً خيرياً للأعمال اليدوية وقطع ملابس منسوجة لعدد من نساء الذين تم تدريبيهنّ في مراكز شباب (طوبزاوة، سيد حمد، تلكيف، النمرود)، ضمن مشروع معًا للسلام.


ويعد تمكين الشباب أحد القيم الجوهرية في عمل منظمة UPP الايطالية، وهي التي تعمل من خلال مشاريعها (من ضمنها مشروع: معًا للسلام، ومشروع: مد الجسور بين مكونات نينوى) على تعزيز دور الشباب في بناء السلام والتسامح والاحترام المتبادل فضلاً عن توفيرها منبراً للشباب كي يتسنى لهم ايصال رسالتهم للسلام الى جميع المكونات المتعايشة في العراق.

ومن الجدير بالذكر إن مشروع معًا للسلام هو مشروع صممته منظمة (جسر إلى -UPP الإيطالية)، بالشراكة مع منظمة مالتيزر الدولية وبدعم وتمويل من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية https://www.malteser-international.org/en/our-work/middle-east/iraq.html . تم إطلاق المشروع في أوائل عام 2019 وهو مشروع لبناء السلام. ويهدف المشروع إلى تعزيز دور الشباب والثقافة وتعزيز التماسك الاجتماعي في محافظة نينوى.

يتضمن المشروع محتويين: فعاليات وأنشطة البناء في المجتمع. بالنسبة لعنصر البناء، قامت UPP ببناء ثلاثة مراكز شبابية، كل منها به ملعب رياضي، وأعاد تأهيل مركز رابع. علاوة على ذلك، يشمل المشروع بناء أو إعادة تأهيل ستة مساحات مجتمعية: إعادة تأهيل نادي قرقوش الرياضي، إنشاء حديقة في برطلة، تأهيل المكتبة العامة وحديقة في تلكيف، إنشاء ملعب في بحزاني ، وإعادة تأهيل الحديقة في نمرود.

تستخدم UPP مراكز الشباب الأربعة التي تم إنشاؤها أو إعادة تأهيلها لتنظيم الأنشطة والفعاليات المجتمعية. وهم موجودون في سيد حمد ونمرود وتلكيف وطوبزاوة. تشمل الأنشطة الرياضية، مثل كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة والتزلج وتنس الريشة. يتم أيضًا تنظيم الأنشطة الفنية، مثل الرسم والرسم والحرف اليدوية ودروس الموسيقى. يتضمن المشروع أيضًا تدريبات تعليمية: محو الأمية، ودروس أساسية في الكمبيوتر، وتدريب على الإسعافات الأولية، ودروس في مواضيع مدرسية مختلفة. النوع الأخير من الأنشطة في مراكز الشباب يركز على التراث الثقافي للعراق ونينوى وسيشمل ورش عمل وزيارات ميدانية لمختلف المواقع الدينية والتراثية.

باستثناء الأنشطة في مراكز الشباب، يعمل المشروع أيضًا في قطاع التعليم لدعم التماسك الاجتماعي في المدارس. يتم تنظيم الدورات التدريبية على تعليم السلام و الدعم النفسي للمعلمين وسيتم دعم الأنشطة المتعلقة بهذه الموضوعات للأطفال.

وعلى الرغم من إنه تم تعليق الأنشطة منذ إعلان حظر التجول بسبب جائحة فيروس كورونا. لكن مشروع “معًا للسلام” يتواصل بوصفه مشروعا رائداً في إطلاق حملة التوعية والرسائل الوقائية حول فيروس كورونا من خلال فرق من المراكز التي تجولت في مناطق وقرى سهل نينوى حاملاً كتيبات وملصقات لتثقيف السكان ومنع فيروس كورونا. وأنّ النشاطات استأنفت تدريجيًا الى المراكز المذكورة أعلاه، مع الاخذ بالتوصيات الصحية اللازمة وعلى ان يكون عدد المستفادين في كل مركز لا يتعدى 10 اشخاص للوقاية والحذر من انتشار فايروس كورونا.

يذكر ان “الكرنفال” ورشة تدريبية تفاعلية، استمرت لمدة أسبوع أقيم في يومها الثامن معرضا تشكيلياً، ناقشت عدداً من المحاور الفنية التي ساهمت في نشر ثقافة الفنون من أجل السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *