فواز الطيب يكتب :انفرط العقد

إدارة محافظة نينوى ما زالت في كماشة المحاصصة والابتزاز، وتغيير شخص المحافظ لم يلغ هذه المحاصصة لا بالمرعيد ولا بخلفه السيد نجم الجبوري، وسيبقى الجبوري مقيد بهذه الاسفينة المعرقلة للعمل والانطلاق الحر في إعمار نينوى والمحافظة على كيانها الثقافي المدني الحضري، وخاصة أنه لا ينتمي لجهة سياسية تسنده لتطبيق أفكاره وطموحاته .

وما وعدوه به كبديل للمرعيد لا يعدو أكثر من حقن تخديرية لحين تمرير بعض الأجندات بعلمه أو من وراء ستار، عليه تغافلها مكرهاً لا بطلا، وستحبو الموصل لفترة جديدة من عمرها مع منظومة الفساد وكماشة الجماعات المسلحة المتشنجة، وستبقى الأتاوات تقرض بها، ويبقى الدولار سيد الموقف لتثبت أنك مواطناً مسالما أو إرهابي المنبع ، وستبقى شوارعها يرعى بها الغنم كيف ومتى ما يشاؤون ويأكلون مما طاب من ورودها وأشجارها .

وبعيداً عن الخدمات وأحلام الصناعة والزراعة وخطوط النقل المتطورة هناك عقد اجتماعي إنفرط، فتغير السلوك والمأكل والملبس والعادات والتقاليد، والذوق العام في الشارع تغير بصورة عامة بطريقة سريعة غير متوقعة وبانحطاط ذوقي قد لا تتخيله، فبناية مصصمة بشكل (غلط) وهي غير جميلة، ومع ذلك يقولون عنها جميلة ، رسومات على الجدران ولوحات مرسومة بطريقة بدائية جداً وفنيا من المستحيل أن تسمى رسماً ومع ذلك تسمع آيااااااه كم هي جميلة ورائعة وربما من حولها وعلى أطرافها الأزبال والأوساخ وطرق مكسرة، وهكذا في اللبس والمأكل وطريقة الكلام التي تقشعر لها الأبدان وبكلمات ومصطلحات غريبة على أهل الموصل.

اذا توقفت في تقاطع به إشارات ضوئية فمع الأخضر أو قبلها بقليل تسمع أصوات (الهورنات) بشكل غريب يثير التعجب وهو يعرف بأنه لا يمكن لك التحرك إلا إذا تحرك من هو أمامك، وينزل أحدهم والقميص على البنطال وبالشحاطة طبعاً، نعله على …. تحركوا مالين العمى!، فيجيبه شاب مودرن بقصة شعر وزي مشوه للمودة بمسبه أقبح وبسلوك مستهجن، وخاصة إذا كان معك ومع من حولك نساء وأطفال ، ومن هناك أحدهم يصرخ استهدي بالرحمن حجي !، من هو الحجي لا تدري! .

وغيرها ومثلها كثير من القصص في المدرسة والجامعة والدائرة والمناطق العامة فلا القاضي هيئته هيئة قاض ولا الطبيب ولا المدرس ولا المثقف تراهم بهيئتهم المعهودة .
ولنا وقفة في الأسبوع القادم للحديث عن التوحش بعد انفراط العقد.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *