لماذا يجب على النساء البحث عن وظائف تتيح لهن العمل من المنزل؟

جوانا دافيز

مدونة وأم

.

أحب المشهد الذي يطل عليه «مكتبي». حيث يواجه من إحدى الجهات مطبخي ورسومات الأطفال على الحائط. أما على يميني، فيمكنني النظر إلى الباحة الخلفية. وتوجد لوحتي المفضلة لامرأة حزينة ترتدي قرطاً على هيئة سمكة ذهبية في أذنها مباشرة فوق مكتبي.

إذا مللت من المنظر، أسير إلى غرفة المعيشة وأنظر في اتجاه التلال.

فهذه هي مباهج العمل من المنزل، وهو ما أفعله لأكثر من عشر سنوات الآن. إذ إنني أكتب وأحرر لصالح صحف قريبة وبعيدة من داخل مكتبي الكائن في المنزل.

أعمل هذه الأيام على طاولة المطبخ. من الجيد أن تُحاط بأشيائك الخاصة. لدي أصيص زرع مُنقط به نبات دموع الطفل (يُعرف أيضاً بـ»الطحلب الأيرلندي») يشعرني بالبهجة كلما نظرت إليه. أحب وجود كُتبي حولي، ووجود ماكينة القهوة في متناول يدي.

الأمر مناسب في حالة وجود أطفال في المنزل. لكنه يختلف كلياً لو كانوا صغاراً. إذ كان العمل من المنزل آنذاك مثل لعبة خفة يد سحرية تفوق قدرات البشر، لكن أطفالي الآن أكبر سناً، بعد ساعات المدرسة يؤدون مهامهم وأستطيع أنا أيضاً متابعة مهامي.

ثمة سلبيات قليلة. أولها حضور الأشخاص دون إبلاغك بقدومهم. أعرف أن الأمر يبدو كأنني أرتدي حذائي الشتوي طويل الرقبة وأشرب عدداً لا نهائياً من أكواب القهوة بينما أتفقد حسابي على فيسبوك طوال اليوم، لكني أحياناً في حاجة إلى إنتاج مواد.

وأنا حقيقةً صارمة في مواعيد التسليم الخاصة بي. لذا حين جاء جاري في أحد الأيام بعظام لكلبي، وأنا على بُعد 10 دقائق فعلياً من موعد تسليم نهائي، كان علي أخذ العظام وغلق الباب بحزم في وجهه.

لو كان منزلي مصمماً بشكل مختلف، ربما كنت سأتظاهر أنني لست بالمنزل. لكن في الحال الذي هو عليه الآن، فمكتبي المؤقت هو نفسه طاولة الطعام. وتطل النوافذ على الطريق المؤدي إلى الباب الأمامي. فأظهر كأنني أقول: «أهلاً!. أنا أجلس هنا، تعال وشتتني».

حين يصل ساعي البريد بالطبع، أكون في غاية السعادة لاستلام الطرود، وأحياناً حين يتصل الناس للمجيء أكون سعيدة ليشتتوني.

أما النقطة السلبية الثانية هي أنني بقدر ما أحب منزلي، فالوجود هنا لمدة طويلة يومياً يجعلني ألاحظ عيوبه. أحب وجود أعمالي الفنية حولي، لكني ألاحظ كل يوم علامة حرف «L» المكتوبة على الجدار أسفل رسمتي المفضلة، وأفكر أن «علي حقاً إعادة دهن هذا الجدار».

والحقيقة التي ألاحظها حين يحتاج المكان إلى الكنس (وهي مهمة أستخف بها) تعادلها حقيقة أن باستطاعتي إخراج الغسيل وقتما أحتاج إلى استراحة.

تعمل مجلدة الكتب أنجيلا ليال في ستوديو متصل بمنزلها المكون من أربعة غرف. وتقول إنها تحب العمل قرب عائلتها. وتتابع: «إذا كان هناك طفل مريض أو مواعيد أو أي شيء، يمكنني أن أكون مرنة».

وتضيف: «أحب ورشتي، وكون الأشياء مرتبة بالطريقة التي أحبها».

يعمل المهندس المعماري سان جافين في المنزل من حين لآخر منذ 17 عاماً. ويقول إنه لا يمانع أن يعمل داخل مكتب، لكن مرونة العمل من المنزل والراحة التي يوفرها لها قيمة مقنعة في رأيه. إذ يمكنه أيضاً إدارة عمله بالقرب من ابنه جوي.

ويوضح: «بيئة العمل في المكتب لم تكن مربكة. لكني أنجز المزيد من العمل في المنزل». يرى جافين عملاءه في منزله. ونظراً إلى أن المنزل مفتوح من الداخل بلا أسوار، فهذا يعني أن العملاء يجيئون إلى غرفة الجلوس وهو لا يمانع مشاركة المساحة مادام الأمر «يقف عند طاولة العشاء، لا غرفة النوم».

الأمر السلبي بالنسبة له هو العمل بمفرده. إذ يقول: «أقضي 90% من وقتي في صياغة الأمور على الحاسب. بحلول نهاية الأسبوع، أكون عالقاً بالكامل في الملل».

أما أنجيلا فتحل احتياجها لشركة حقيقية بالعمل خارج المنزل ليومين أو ثلاثة في الأسبوع. لكنها تقول إنها بالعمل داخل الاستوديو في منزلها تحصل على ميزة إضافية وهي العمل بوجود كلبها على قدميها.

وهذه سعادة لا يمكنك الحصول عليها في أماكن عمل عديدة.

– هذا الموضوع مترجم عن موقع Stuff النيوزيلندي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *