السعيد عبد العاطي مبارك الفايد يكتب | مؤلفات تم حرقها و كُتب تم سحبها و منعها و مصادرتها من الأسواق

عراقيون / مقالات رأي

عزيزي القارئ الكريم، في البداية كتبت من قبل عدة مقالات عن مأساة حرق الكتب لابن رشد والغزالي ومأساة الحلاج وغيرهم قديمًا. فالكثير ضد العقل والعلم والخوف من تفتح المجتمعات.

ولذا نجد السلطة المستبدة المتمثلة في كل نظام أو جماعات أو تيارات (أصولية) تحاول الوصاية على التفكير والتنوير، حتى لو وصل الأمر إلى التصادم مع المختلف معه حول الرأي أو قضية ما في حياتنا، قديمة أو حديثة من الواقع المعيش مع تطور الحياة.

يحدث التصادم كلامًا ثم تصعيدًا مخيفًا ضد دائرة المعرفة التي تكشف لنا الحقائق أو تطرحها على طاولة المفاوضات.

وكل هذا وذاك نحو التطور العلمي، على سبيل المثال نقل وزراعة الأعضاء، وتنظيم النسل، وختان المرأة.

علاوة على مشاكل الفقهاء والتصوف والفلسفة والفن وغير ذلك مما نشاهده بأم أعيننا ليل نهار من تهجم بغيض للسيطرة.

وحرقة مكتبة الإسكندرية وخزانة الكتب في أماكن كثيرة في المشرق والأندلس.

وحرق كتب الطب والفلسفة والشعر لأسباب سلطوية وتعصب مذهبي وحقد يقع بين المقربين من السلطة وغيرة بين أصحاب المؤلفات بالوشاية والتنديد نكاية في البعض.

وفي البلدان الأجنبية نشاهد حرق المصحف والرسوم المسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعبارات وأفلام، وهلم جرا.

وفي عصرنا الحديث عندما نتأمل قضية (حرية الرأي والتعبير) حول الثقافات والأطروحات الإنسانية، ولا سيما التي تصطدم مع قدسية صحيح الدين وبعض القضايا الثابتة والمستقرة في المجتمعات وبعض الحوادث التي باتت في ذمة التاريخ، وهكذا.

ومن ثم فلا يجب نبشها وإحياؤها مرة أخرى على الساحة لأهداف ومقاصد بغية إثارة الفتن بين الدين والعلمانية حتى يعم الجدل والاقتتال في المجتمع، ولا سيما العربي والإسلامي على حد سواء.

وكما نشاهد الجانب الآخر أيضًا في (الغرب) من تطاول وإساءة وحرق.

ونشاهد فصولًا وحلقات من المعارك الدينية والأدبية على الساحة وتناول نقاط الخلاف بطرق فيها خروج عن النص شكلًا ومضمونًا، بل التراشق بالألفاظ والتكفير والتلويح بالقتل ورفع الحذاء، أشياء ما أنزل الله بها من سلطان.

فمن باب أولى في نظري المتواضع الابتعاد عن كل هذه المسائل التي تؤدي إلى تصادم، حيث إنها ليست قضايا تفيد المجتمع كالعلم النافع بل ضررها ونتائجها السلبية أمر متوقع منذ البداية.

فالحرية لها ضوابط يجب مراعاتها في مجتمعنا الذي له طقوس، وعلى المختلفين الاحترام وعدم استخدام الأوصاف التي لا تليق بنا.

فمنذ أن تتبعت هذه الظاهرة ( مصادرة هذه الأنواع من الكتب في الأسواق ) و على سبيل المثال :

  • مُنع كتاب ( الشعر الجاهلي )من البيع وقدم طه حسين للمحاكمة بتهمة إهانة الإسلام، لكن القاضي محمد نور حكم ببراءته وقال “إنه (الكتاب) رأي أكاديمي لأستاذ في الجامعة ولا يٌمكن اتخاذ أي إجراء قانوني ضده، وذلك لعدم توافر القصد الجنائي”.
  • و الشيخ على عبد الرازق و كتابه ( الإسلام و اصول الحكم ) قامت هيئة كبار العلماء فى الأزهر بمحاكمة الشيخ على عبد الرازق، ووجهت الهيئة سبع تهم تتهم الكتاب بالضلال، حيث قالت إن الكتاب تسبب فى جعل الدين لا يمنع من أن جهاد النبى كان فى سبيل الملك لا فى سبيل الدين، ولا لإبلاغ الدعوة للعالمين، واعتبار نظام الحكم فى عهد النبى موضوع غموض أو إبهام أو اضطراب أو نقص وموجبًا للحيرة ٠
  • و منع رواية ( أولاد حارتنا ) من النشر ، وصدر في كتاب “محاولة اغتيال نجيب محفوظ” لأحمد رجب ان هذه الرواية تسببت في تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال، حيث تم نشرها على شكل مسلسل في جريدة الأهرام في عام 1959 ومع ذلك، توقفت عملية النشر بسبب اتهامه بالتجاوز في الأفكار الدينية واعتراض الهيئات الدينية، ولم تُطبع الرواية كاملة في مصر إلا متأخرا ٠
  • و كتاب مصطفى محمود ( الله و الإنسان )
    من أوائل كتب مصطفى محمود، يضم مجموعة مقالات للكاتب المصري مصطفى محمود نشرت من قبل دار المعارف في عام 1956، لاقى الكتاب هجومًا واسعًا، واتُهم مصطفى محمود بالإلحاد بسببه، وتمت مصادرته وتقديمه بعدها للمحاكمة، وقد اكتفت لجنة المحاكمة وقتها بمصادرة الكتاب، ثم رُفع الحظر عن الكتاب في عهد محمد أنور السادات.
  • و منع ديوان نزار قباني ( طفولة نهد ) و تم تغير حرف فقط في كلمة نهد باستبدال الدال راء ٠
  • كتاب ( الفن القصصي في القرآن ) للدكتور محمد أحمد خلف الله ،
    و قد رفضت جامعة القاهرة في 1947 الأطروحة التي قدمها لقسم اللغة العربية وعنوانها «الفن القصصي في القرآن» فكان يشير فيها إلى أن النصوص القرآنية تمثيلية ولا ينبغي أن تعتبر ثابتة بل توجيهات أخلاقية.
    بعد ذلك، بدأ أطروحة عن موضوع غير ديني وحصل على الدكتوراة عام 1952 فعمل في التعليم وأتم عمله في وزارة الثقافة المصرية ٠
    و هذا الكتاب هو بالأصل رسالة جامعية رفضت جامعة القاهرة مناقشتها وثارت حولها ضجة سياسية وقضائية ودينية لم تهدأ رغم صدور ثلاث طبعات متتالية لأهميتها.
    اختفى هذا الكتاب النفيس من المكتبات طوال أكثر من ثلاثين عاما ٠
    و قد قام بشرحه و التعليق عليه خليل عبد الكريم الكاتب الليبرالي و الذي ألف حول الإسلام عدة كتب ٠
    و كان خليل محامياً مشهوداً له بالكفاءة، و قد قام بالدفاع عن زميله نصر حامد أبو زيد عندما أتهم بالكفر واضطر أن يدافع عن كتبه وأفكاره ٠٠
  • و كتاب الحقيقة الغائبة و قتل فرج فودة و وصفه بالمرتد ٠
    و بسبب رأي مع الشيخ الشعراوي ،و تم تكفيره من د٠ عمارة و محمد الغزالي٠٠
  • و الدكتور نصر حامد أبو زيد، ودفع ثمن جرأته واجتهاداته العلمية بالنفي، وصدور حكم قضائي بالتفريق بينه وبين زوجه.
  • وحظرت روايته ( وليمة لأعشاب البحر ) للروائي السوري حيدر حيدر ، و تم منعها في عدة دول عربية، وحتى أدى إلى ردود فعل غاضبة متأخرة من علماء الدين من الأزهر. أخرجت كفيلم عام 1972 ونال عدّة جوائز منها جائزة مهرجان لوكارنو، مهرجان كارلو فيفاري، مهرجان دمشق للسينما
  • الجديدة.
  • رواية ( آيات شيطانية ) سليمان رشدي ٠
  • و محاكمة الكاتب و الرسام المصري د. مجدي الشافعي على روايته ( مترو ) بتهمة نشر مصنف روائي ينتهك الآداب، ويخدش الحياء العام.
  • و رواية خالد البسام في المملكة العربية السعودية ( لا يوجد مصور في عنيزة ) ٠
  • و مصادرة ديوان شعر في الأردن للشاعر إسلام سمحان ( برشاقة ظل) و الذي أحدث ضجة واسعة في الأردن، ويحاكم صاحبه بتهمة الإساءة للإسلام والرسول (صلى الله عليه وسلم).
  • و ( نكهة الذاكرة ) للكاتب والناشر فتحي البس ٠

و أخيرا الكتاب، الذي ألفته أسماء عثمان الشرقاوي، ( كاملات عقل و دين ) ٠
و الذي تم سحبه من معرض القاهرة الدولي ٢٠٢٥ م ٠

و ثمة كتب ما يسيء منها إلى الذوق العام مثل كتب السحر والطبابة الكاذبة أو كتب الجنس المباح ٠

و يجب ان يستثني الكتب السياسية مهما تناولت السلطة ٠
و لا ننس َ مدى همجية التتار و دورهم في حرق المكتبات بغداد و إلقاء الكتب في شط دجلة حتى تغير لون الماء بلون المداد من كثرة الكتب ٠٠

هذه كانت بعض متابعتي المتواضعة على ظاهرة حرق المكتبات و خزانة الكتب و حرق الكتب و منع و مصادرة الكتب بين الأصالة و المعاصرة بوجه حق أو بدون و جه حق كل هذا و ذاك يحتاج قراءة و بحث لإصدار الأحكام من أهل التخصص العدول ، دون خصومة و فهم للمقاصد و في حيادية تامة لا تضر و لا تخدش الدين و الحياء في المجتمع ٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *