سرمد كوكب جميل يكتب | التجارة الحرة في مهب الريح تغيير قواعد اللعبة
عراقيون/ مقالات رأي
منذ بداية عمل المؤسسات المالية الدولية بعد الحرب العالمية الثانية كان التركيز على هدف اساسي وهو تحرير التجارة الدولية من التعريفة الجمركية، وكانت الولايات المتحدة الامريكية من اول الداعمين والمساندين لهذا النظام ولمبادئ التجارة الحرة وتحرير التجارة من القيود الجمركية.
هذا التوجه تجسد في مبادرات مثل اتفاقية الجات GATT ثم منظمة التجارة العالمية WTO، التي عملت لاجلها المنظمات الدولية لاكثر من خمسة عقود من الزمن وهدفها تقليل الحواجز التجارية والسعي لتقليلها بين الدول، وتحقيق حرية أكبر في التجارة الدولية واليوم تتبنى الولايات المتحدة سياسة تجارية معاكسة تماما للتجارة الحرة التي سبق ان دعت اليها وعملت من اجلها وتمثل هذا بقرارات فرض التعرفات الجمركية امام كندا والمكسيك والاتحاد الاوربي والصين والهدف حماية الاقتصاد الامريكي وثروته وتقليل العجز التجاري وتشجيع الصناعات الامريكية وخاصة في قطاع الفولاذ والالمنيوم والتكنولوجيا والرقائق وقطع الغيار لصناعة السيارات وهو جزء من استراتيجية تبناها الرئيس ترامب “أمريكا اولا “وذلك بتعزيز الإنتاج المحلي، وايا كانت التقييمات المتوقعة من حيث المنافع او المضار او التوترات والتضادات والآثار المحتملة على المؤشرات الاقتصادية الأمريكية والعالمية مع الدول المستهدفة، وأثار ذلك على سلاسل الإمداد والأسواق كل هذا يؤشر ان العالم امام مرحلة او عصر جديد لوضع اتفاقيات تجارية ونهاية عصر التجارة الحرة ومنظمتها وان مزيدا من التعقيد قد احاط العالم اليوم لوقف سياسات الأغراق التي اعتمدتها الصين ويبدو ان العالم امام حقبة جديدة من التحديات لها شكل تحالفات مختلف عما كان وأهم مؤشر في ذلك نهاية تحالف نافتا مع مظاهر توتر تجاري وعودة للحماية في ظل عصر التكنولوجيا الرقمية والاصطناعية مما يؤكد أهمية التجارة الكبيرة جدا على مستوى العالم والدول وانها النشاط الأهم مما يعني ان التجارة باقية ولكن قواعد اللعبة التجارية تتغير ولا بد من تكييفها مع التطورات انها مرحلة تحول في نظام التجارة الدولية والعالمية تحكمها المصالح والمنافع وبناء الثروات وان نجاح ذلك وفشله ستحدده الايام المقبلة…!