فواز الطيب يكتب| شعب تواق للحياة والمهرجانات ولكن !

عراقيون| مقالات رأي
قبل انطلاق وبدأ مهرجان الربيع 2023 ارتسمت صورة ذهنية زاهية عند الكثيرين عن بداياتها والصور التي نشرت عنها ، وحتى المنظمين عملوا على استنساخ التجارب السابقة ، وبشكل عام نجحوا في التجهيزات والمواكب والتحضيرات ، ولم يتوفقوا في الادارة والتنظيم ، والكل كان يتمنى أن يرى المهرجان بصورته الفنية والتاريخية والحضرية وبرؤية ولمسات حداثية بعيدة عن الأفكار البسيطة التي لم تختلف عن المطروح والمطروق.

وملاحظة أخرى ، الكل شخّص الحالة اللاحضارية والسلوك الفوضي للمسؤولين ومواكبهم وحماياتهم ، وانعكس ذلك على الحضور وفوضى ادارتهم في مشاهدة المهرجان بشكل منظم ، وتأثر بذلك كل الجهات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية والناشطين وغيرهم . والخلاصة كان هناك مؤشر غير حضاري وسلوك غير منضبط من الجميع في حضور المهرجانات ، وهذا يحتاج الى عمل وتخطيط كثقافة حضور من خلال نشاطات أصغر ومستمرة على مدار السنة . وهذا يعتمد على نوع الإدارة والمستوى الثقافي الذي يتمتعون به.

والكل لاحظ كذلك ، بعدم وجود أزياء خاصة للمكلفين بالادارة والحمايات والخدمات والإعلاميين ، وفوضى في الحركة بالمنصة الرسمية وحمايات بمختلف الأشكال ، وعرافة الحفل لم توفق في تقديم فقرات المهرجان ، وتدخل المحافظ ، وتسلسل الكلمات لم يكن صحيحا ، ووزير الثقافة قدم رئيس البرلمان ! ، والموسيقى والأغاني اختلطت بالكلمات وفقرات التقديم .
وفي ظل هذه الفوضى والارتباك الذي حصل انسحب المسؤولين قبل انتهاء مسيرة المواكب ، وهناك 14 موكب لم يتسنى لها المرور امام المنصة ، والحمايات والقوات الأمنية إنسحبت ، والقنصل الفرنسي المسكين نجا بأعجوبة من بين الناس الذين زحفوا بإتجاه المنصة .

وعودة للمواكب وعروض المظلات التي لم تنزل بمكان مناسب في أرض المهرجان ، والمواكب كانت كلاسيكية وغابت التقنيات الحديثة عنها ، وفقدان اللمسات الاحترافية للأعمال كان واضح جدا ، مع ملاحظة أن المهرجان أصبح منصة ترويج تجاري للقطاع الخاص والحكومي المجير .

ومن الجانب الإعلامي كان النقل سيء جدا ، وتعمدت المرور على أغلب القنوات العراقية ولم أشاهد أي تغطية للمهرجان عدا قناة الموصلية وبنقل متقطع ودقة ضعيفة جدا ، وهذا يعني لم يكن هناك أي تنسيق إعلامي مع بعض القنوات .

وممكن تسجيل عدة ملاحظات أخرى على ادارة المهرجان :

  • الإستعانة بكل المشرفين السابقين والإستفادة من خبراتهم ومجرد حضورهم شرف .
  • غياب العنصر الشبابي في عرافة الحفل وبعض مرافق الإدارة والتنظيم .
  • عدم الإستعانة بشركات من أصحاب الخبرة في تنظيم المهرجانات وكان لهم حضور طيب ومميز في بعضها بالموصل وآخرها في شهر رمضان .
  • عدم الإستعانة بجهات إعلامية للنقل المباشر .
  • عدم وجود أي استوديو في الموقع .
  • جيوش الكترونية عملها كان مفضوح غير لائق .
  • العطف كان حاضرا لا الإنبهار بالموصل كبنى تحتية ومرافق حيوية .
  • تغيير مكان المهرجان .
  • عودة المعارض المرافقة للمهرجان .
  • انكار غير مبرر لمهرجان عام 2018 على بساطته .

وبعد كل هذا ، هل ستخرج الجهات المعنية بجملة توصيات لتلافي الأخطاء في السنة القادمة ؟ وهل ستأخذ بالنصائح ، ومن سيتبنى هذه المقترحات كلجنة دائمة مشرفة على المهرجان ؟ .

وبكل الأحوال هي بداية وخطوة بالإتجاه الصحيح وعودة لمهرجان له مكانته بين أهالي الموصل والعراق بصورة عامة وسجل حضورا شعبيا كبيرا واهتماما حكوميا ، وما زالت هناك فقرات فنية للمهرجان مساء اليوم وغد ، نتمنى لها النجاح . والقادم أفضل إن شاءالله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *