مربي جواميس يتسبب بنفوق اكثر من 100 حيوان في نينوى


كشفت مديرية زراعة محافظة نينوى، عن نفوق نحو 100 حيوان، جراء مرض الحمى القلاعية، مشيرة الى ان المرض انتقل من بغداد الى نينوى.
 
وقال معاون مدير زراعة نينوى عبد الله حمو لوكالة انباء عراقيون انه “تم اكتشف مكان المرض في منطقة الحميدات”، مشيراً الى ان “فيروس الحمى القلاعية انتشر، لكن الهلاكات تحت السيطرة”.
 من جانبه، قال احمد عايد، مدير قسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة نينوى، لعراقيون ان “المرض ظهر من خلال شراء احد الأشخاص جواميس من بغداد، وقام بنقلهن الى الموصل ومعه شهادة صحية لخلوهن من الامراض، لكن تبين انهن يحملن الفيروس”.
 وأوضح عايد ان “الفيروس يبقى في طور الحضانة لمدة اسبوعين داخل جسم الحيوان، ومن بعد هذه المدة يظهر المرض عليه”، مشددا على انه “كان من المفترض ان يقوم المربي بحجر الحيوانات بعد شرائهن لمدة اسبوعين، كي يتم التأكد من خلوهن من المرض”. 
مدير قسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة نينوى، لفت الى انه “وبحسب المعلومات، فقد وصل عدد الحيوانات النافقة جراء الحمى القلاعية الى 100 حيوان، خلال الاسبوعين الماضيين”، منوهاً الى ان “المرض ينتقل عن طريق الرذاذ والهواء، وقد يصل الى مسافة 100 كيلومتر”. 
أما بخصوص اجراءات الحكومة بهذا الصدد، بيّن عايد ان “قسم الثروة الحيوانية بدأ بحملة لتوعية المربين، بضرورة عزل الحيوانات المصابة وعزل العجول التي كانت على تماس معها”، مؤكداً أن “التلقيح لم يعد ينفع الان، بل المعالجة فقط”. 
واشار الى ان “وزارة الزراعة لم تقدم اللقاحات، لكن يمكن شرائها من قبل المربين”، مشدداً على “ضرورة عدم بيع الحيوانات داخل المدينة، وعدم اعطائها الاعلاف الخشنة كالتبن والشعير، فضلاً عن ضرورة تنظيف الحظائر بشكل مستمر”. الحُمّى القلاعية هو مرض فيروسي، غير قاتل غالباً، لكنه معد جداً، ويصيب الأبقار والجواميس والخنازير والماعز والأغنام وحيوانات أخرى كالفيلة والفئران. 
الخطر في هذا الفيروس هو إمكانية تغيير التركيب الوراثى له من حين لآخر، حيث تظهر فصائل خطيرة جديدة في الحيوانات تتسبب في خسائر فادحة في الإنتاج الحيواني. تظهر على الحيوان المصاب أعراض ارتفاع درجة الحرارة ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة في الدم (Viraemia) وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائي للسان وفي شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته، وعندما تنفجر الحويصلات تترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا حيث تلتهب وتتعفن، وهذه الأنسجة الملتهبة في الفم تمنع الحيوان من الأكل وعند وجودها في القدم تمنعه من الحركة كما يقل إنتاج اللبن. كما أن المرض يكون في قمته في الحيوانات التي تعتمد على الرعي في حياتها فهي تفقد القدرة على الحركة، كما تفقد القدرة على الأكل، فيقل وزنها، وفي الصغار تزيد نسبة الوفاة عن 50% أما في الكبار فالمرض غير قاتل ونسبة الوفاة تصل إلى 5%، ومن الآثار السيئة لهذا المرضى على الحيوان المصاب الإجهاض والعقم وضعف في المواليد ونقص إنتاج اللبن لفترة كبيرة تصل إلى ستة أشهر أو أكثر. يعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض عدوى حيث ينتقل من الحيوان المصاب إلى السليم عن طريق مباشر أو غير مباشر نتيجة الملامسة لمواد ملوثة بالفيروس مثل: اللعاب، اللبن، البراز، البول. 
كما ينتشر عن طريق الطيور والسيارات والآدميين علاوة عن انتقاله بواسطة الحيوانات الأليفة والبرية والتي تحمل الفيروس لمدة طويلة بعد شفائها، كما ينتقل عن طريق الرياح تحت الظروف الجوية الملائمة. يمكن إرجاع سهولة انتشار فيروس الحمى القلاعية إلى ثلاثة عوامل مهمة هي مقاومة الفيروس القوية لكل اللقاحات وقابليته للتطاير بالإضافة إلى ازدياد عدد مزارع التربية وارتفاع الكثافة فيها، وسهولة حركة الحيوانات من مكان إلى آخر، وهذا كله يجعل مرض الحمى القلاعية ينتشر بشكل أسرع ويصيب حيوانات أكبر. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *