محمد البدراني يكتب : عدلت يا ابونا رائد عادل


لقد ابكيتني حين عدلت، هكذا حينما يلمس جرحنا الواحد ولو بلمسة حنان، فالجرح أكثر ما في الجسم من تحسس لأي لمس، ناصرت اهلك وردمت هوة كتبها كاتب الفاتيكان الذي ربما لم ير العراق ولم ير الموصل فلا يعرف شعاب الموصل واهلها الا اهلها، تربينا ونحن لانفرق بين أحد واحد الا بسلوكه وأخلاقه والتزامه بعاداتنا وتقاليدنا، كلنا بقيم واحدة لا ينفيها أي دين ومن يعبد الله فليعبده كما يرى ونحضر قداسا دون حرج ونجلس مع أي دين في باحة المسجد بلا حرج فنحن عائلة قد لا تخلو من شياه ضالة هنا وهناك.


من اجل هذا ندعو دائما ان يعلم الدين قسس او خطباء مثقفون من اهل البلد لان غيرهم لا يفهم النسيج المتكامل الفريد، هذا النسيج المتلاحم والعامل والمتوزع المهام بكل تقدير واحترام للمهن التي يغلب تسمية العوائل الموصلية عليها، فالمسيحيون واليزيدية في جوانب الموصل مع اخوتهم في الداخل من كل دين يتكاملون لتكون الموصل نموذجا فريدا على الخارطة الجغرافية ليس بالتعايش بل بالاتحاد وتكوين منظومة متكاملة فندرما تجد مدينة تتكامل بالأمن الغذائي مثل الموصل، وندرما تجد اتحاد مثقفين فيها مهما اختلفوا على حبها ونفعها، ان تعايش كلمة قد تطلق في مكان يختلف الناس فيه ويتقبلون اختلافهم لكن الموصل لا يختلف الناس فيها على امر وعبادتهم وديانتهم ليست موضوع كبير الاثر وان ظهر فهو ظهور مجالس يختفي قبل توديع بعضهم على موعد للقاء بالسلام.


انتماء الموصلي لمدينته مشهود وهو انتماء لمجتمع متصالح مع نفسه، من اجل هذا كانت انفتهم واعتزازهم بأنفسهم وثقافتهم التي بنوها جميعا مما يثير حفيظة الحاسدين فأضحت هدفا غير مبررا استهدافه وهم اناس بناؤون حين يناديهم العراق تجدهم في كل وادي وجبل وفلاة هناك ساحتهم وليس الاذى والتخريب.


حين تحدثت ايها الاب رائد وجدت عبق الموصل القديمة حيث نشأت انا وحيث الابواب الخشبية المفتوحة، ادخل حيث اريد وتخرج أحد الامهات لتدعوني الى اكل شهي او نقيع تمر هند او سوس او شربت، انا لا اقول انت مسيحية لا اشرب من عندك ولا آكل ولا تقول هي هذا مسلم لمَ اشتهي ان يذوق طعامي، لا شك أنك تنفست هذا الهواء وصوت يقول انا هنا هذا الوطن، هذه ارضي وهؤلاء اهلي ولبس العوالم لا يدوم وان دام ساعة لا يدفئ.


أحيي ابونا رائد وابننا واخينا وكل من يفكر مثله مسلما كان او مسيحيا او ايزيديا او من أي تسمية صنفنا اليها في غفلة من زمن، ومن خلاله لكل من حمل وسام الانصاف والغيـــــــــــــــرة على اهله وامنا الموصل.


يا اخي وولدي حين ينطق الفؤاد هي رسالة اننا نستقبل ضيوف ابنائنا كما نستقبل ابنائنا لا ضعف ولا مزيدا من كرم فرائد ابننا يتحدث بما فينا ونيابة عن اهله وتلك رسالتنا فقد حوت الكثير ولا فوق ما حوت من مزيد ونحسب ظهورك في الزيارة ومضة نجاح ايجابية.


نسخة منه الى البابا فرنسيس مع التحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *