ذكاء ام حظ.. كيف نجا ترامب من إدانة مجلس الشيوخ؟

عراقيون/ خاص/

لم يستطيع مجلس الشيوخ الأمريكي جمع أصوات أغلبية الثلثين اللازمة لإدانة الرئيس السابق دونالد ترامب بتهمة التحريض على العصيان بعد اقتحام مؤيدي ترامب مبنى الكونغرس في يناير/كانون الثاني الماضي عقب خطاب للرئيس الجمهوري كان يندد فيه بالانتخابات الرئاسية التي خسرها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

حيث كادت هذه التهمة ان تحرم ترامب من الترشح مرة اخرى في الإنتخابات الأمريكية عام 2024 .


كيف نجا ترامب من هذه التهمة بالحظ أم بالذكاء ؟

يقول الفيلسوف الإيطالي نيقولا مكيافيللي في كتابه الأمير “أنا أعتقد أنه من الأفضل أن تكون مغامرًا أكثر من أن تكون حريصًا، لأن الحظ هو امرأة، وأنه من الضروري أن نقهرها بالقوة إذا أردت أن تسيطر عليها. وأن القدر قد غير من أولئك الذين ظلوا ثابتين على مواقفهم، وظل نجاحهم مستمرًا، وذلك راجع إلى أن الطرق التي ساروا فيها غير متماشية مع الظروف، ولكن بمعارضتهم لهذه الظروف ووقوفهم ضدها استطاعوا أن ينجحوا.”

على الأغلب ترامب كان يحكم سيطرته على الولايات المتحدة القطب الشبه أحادي في النظام الدولي بهذه المقوله التهور هو إستراتيجية ترامب البحتة لإدارته وهو ماتماشى مع مؤيديه ومناصريه، مماجعله ينجو من المحاكمة ، لن نقول ان تهور ترامب 100% ناجح لكن هذه هي حركات المدرسة الواقعية الجديدة المتفرعة الى واقعية هجومية وواقعية دفاعية الذي استعملها ترامب داخل استراتجيته المحكمة من الحزب الجمهوري الأمريكي واذا ما سنطلق على قوة ترامب مسمى معين فهو القوة الذكية .

القوة الذكية هي الإدماج الذكي بين القوة الصلبة والقوة الناعمة، القوة الصلبة أداة المدرسة الواقعية والقوة الناعمة أداة للمدرسة الليبرالية حيث ستكون السياسة والاستراتيجية للدولة التي تدير استراتيجيتها بهذا النهج، واقعية ليبرالية في آنِ واحد أو حسب ما سماها عالم السياسة الامريكي جوزيف ناي الأبن بِالقوة الذكية.


استهداف إيران من قبل ترامب ماهو الا خوف حقيقي ومعلن من شخصه منها ، بسبب تطويرها لنظامها وبرنامجها النووي وبالتالي هذا التطور سيؤثر على النظام الدولي ككل وعلى القطب الأوحد الولايات المتحدة ، حيث كانت العراق ساحة حرب بينهما ، أيران لم تكن الوحيدة بل الصين وتركيا أيضاً سياسة اردوغان هي مهدد قوي للاستراتيجة الأمريكية في الشرق الأوسط بسبب تطوير قدراتها العسكرية والإقتصادية ، أيران وتركيا هما الدولتان الإسلاميتان الللتان لهما ثقل ووزن في الشرق الأوسط وهذا ماسيهدد إسرائيل طفلة امريكا المدللة ، وهما أيضاً أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية وهذا مايظهر في خطاباتهم السياسية. في 29 يناير من العام الماضي قدم ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، وبحضور رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، عن خطته الموعودة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي تعرف بصفقة القرن وتتضمن الخطة استمرار السيطرة الاسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الاسرائيلي ، هذه الخطة هي امتداد لمشروع جورج بوش الأبن الرئيس عن الحزب الجمهوري المسماة مشروع الشرق الأوسط الكبير لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بإقامة دولة فلسطينية، تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.

ترامب رئيس يثير الجدل بتهوره وهذا مايجعلنا نرجع الى التاريخ والى كتاب الأمير مجدداً : كان البابا جوليوس الثاني يتصرف بتهور في كل مايفعله وكان يجد الزمن والظروف يساعدانه في هذا الاسلوب من التصرف لانه كان يحصل على نتائج طيبة وهذا ماجعل أمراء كل من ايطاليا واسبانيا يهابوه حيث نجح في حربه على البنادقة بعد مساعدة ملك فرنسا له هذا ماجعله محمي اكثر وقاد طموحه وايقن النجاح لانه لو انتظر حتى يتم الاستعداد كما يفعل غيره في هذه الظروف فأنه سيفشل . وهذا السلوك شبيه بسلوك ترامب المتهور الناجح في أغلب الأحيان .


وبهذا نستخلص ان سياسية ترامب هي سياسة شبه مكافيللية لانه أعتمد فيها على القوة والحظ الذي جعلاه ينجو من المحاكمة ، والتسلط الذي جعل انصاره يقتحمون البيت الأبيض ، والمؤمرات التي كان يحيكها على بايدن ويؤكد ان الإنتخابات الأمريكية مزورة، والفضيلة التي يدعو بها شعبه الى الصلاة أثناء انتشار كورونا ، جميعها خطط وتكتيكات مدروسة يضعها الحزب الجمهوري عند تسلم احد مرشحيه سدة الحكم .







اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *