القوات العراقية تعتزم إنشاء جسر على نهر دجلة لاستعادة الموصل

 

تركيب جسر تحت مرمى النيران عملية معقدة وخطرة لكن القوات العراقية تلقت تدريبات من الأميركيين ونجحت في استخدام هذه الإستراتيجية في معارك ضد الجهاديين سابقا.

 

القوات العرقية تواجه مقاومة شرسة من تنظيم داعش

تسعى القوات العراقية في الجانب الغربي من الموصل لاقامة جسر حيوي فوق نهر دجلة للتواصل مع الجانب الشرقي الذي استعادته الشهر الماضي، بهدف زيادة الضغوط والاسراع باستعادة كامل المدينة.

 

وتمكنت القوات بعد اسبوع من المواجهات التي تخوضها في اطار معركة استعادة الجانب الغربي من الموصل، حيث ينتشر نحو الفي جهادي ويتواجد قرابة 750 الف مدني من تحقيق تقدم.

 

لكن بعد ان حققت هذه القوات تقدما سهلا في مناطق على اطراف الموصل، تواجه الان مقاومة شرسة من تنظيم الدولة الاسلامية الذي يدافع عن اخر اكبر معاقله في العراق.

 

واشار ضابط في قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، الى توجه قوة الى الجسر الرابع احد خمس جسور رئيسية تربط جانبي مدينة الموصل.

 

وقال العقيد فلاح الوبدان من حي الجوسق في غرب المدينة “لدينا عملية مهمة هذا الصباح، التقدم باتجاه الجسر”. واضاف “اجتزنا ساترا كبيرا تحته انفاق شيدها داعش” مشيرا الى ان المنطقة كانت مليئة بالالغام وقواتنا قتلت 44 جهاديا الاحد.

 

وتمكنت القوات العراقية قبل شهر من استعادة سيطرتها على الجانب الشرقي من المدينة في اطار معركة واسعة النطاق بدات في 17 اكتوبر.

 

ويرى الضابط ان تامين ضفة النهر قرب الجسر الرابع يسمع لوحدات الهندسة بتركيب جسر حتى الجانب الاخر ما سيمكن قواته من زيادة الضغوط على الجهاديين.

 

وقال الوبدان “هذا مهم جدا لانه اذا سيطرنا على منطقة الجسر، فالوحدة الهندسية ستكون قادرة على تركيب جسر انطلاقا من الجانب الشرقي لنتمكن من نقل الامدادات والذخيرة الى ميدان المعركة”.

 

وتركيب جسر تحت مرمى النيران عملية معقدة وخطرة لكن القوات العراقية تلقت تدريبات من الاميركيين ونجحت في استخدام هذه الاستراتيجية في معارك ضد الجهاديين سابقا.

 

ظروف مأسوية

 

وكان تركيب جسر عسكري بمساعدة القوات الاميركية نقطة تحول في المعركة التي خاضتها القوات العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي، احدى اكبر معاقل الجهاديين في غرب العراق قبل عام.

 

ونفذت قوات جهاز مكافحة الارهاب، التي قامت بغالبية المواجهات ضد تنظيم الدولة الاسلامية لاستعادة الجانب الشرقي من المدينة، منذ الجمعة عملية اقتحام لحي المأمون في غرب الموصل.

 

وكثفت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من خلال زيادة تواجدها ميدانيا في الاسابيع الاخيرة الدعم للعراق من اجل استعادة مناطق واسعة سيطر عليها الجهاديون عام 2014.

 

وقام التحالف الدولي رسميا بنشر مدربين ومستشارين اضافة الى وجود بعض جنود على خطوط المواجهات الى جانب القوات العراقية في العملية الاخيرة التي انطلقت في 19 فبراير الحالي.

 

ومساحة الجانب الغربي من الموصل اصغر قليلا من القسم الشرقي لكن احياءه القديمة مكتظة بالسكان كما انها تعتبر معاقل تقليدية للجهاديين. وفي هذا الجانب، اعلن زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي من احد مساجده قيام “الخلافة” عام 2014.

 

ويسكن نحو ثلاثة ارباع مليون شخص غرب الموصل يستخدمهم الجهاديون في بعض الاحيان دروعا بشرية للدفاع عن اخر اكبر معاقلهم في العراق.

 

وقال متحدث باسم المجلس النروجي للاجئين “في الاسبوع الثاني من معركة استعادة الجانب الغربي من الموصل، نحن قلقون للغاية ازاء 800 الف (شخص) او نحو ذلك، مازالوا محاصرين تحت ظروف تعد الاكثر مأسوية”.

 

واكد عدد من سكان الجانب الغربي شحة الاغذية وارتفاع الاسعار ما يدفع كثير من العائلات لتناول وجبة بسيطة واحدة في اليوم. واشارت مصادر طبية الى عدد من الوفيات الناجمة عن تأثير النقص في الغذاء والادوية.

 

من جانبها، تخطط الامم المتحدة لاستقبال 250 الفا من النازحين على الاقل من سكان غرب الموصل، لكن عدم وجود معابر آمنة اسفر عن فرار مئات حتى الان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *