صعوبة اتخاذ قرار التغطية الاعلامية في مناطق النزاع بقلم: ايسر ذنون سليم

 

تعتير التغطية الاعلامية في مناطق النزاع المسلح من اخطر الاعمال التي تواجه الصحفيين في تلك المناطق , حيث تكون مناطق النزاع  هذه  تربة خصبة لأعمال العنف التي لا تخلو من التعرض لأصعب المواقف واخطرها على حياة المواطن المحلي والصحفي بشكل خاص كونه دائما يكون في قلب الصراع بحثا عن المعلومة والحقيقة من اجل توثيقها ونقلها للرأي العام حتى لو ادى ذلك العمل الى المخاطرة بحياته.

وفي الحديث عن هذا الموضوع في المناطق التي تشهد النزاعات لابد من حضور ثقافة تغطية هذه الصراعات والازمات لدى المؤسسات الاعلامية بشكل عام فضلا عن معرفة طبيعة هذا النزاع وطبيعة القوى النافذة فيه سواء كانت عسكرية او سياسية او عشائرية كما في معظم بلداننا العربية , وكيفية التعامل الاعلامي معه كل منطقة على حدة ,لأنه يختلف من منطقة الى اخرى ويجب ايضا الالمام بالطبيعة الجغرافية والبيئية للمنطقة التي تشهد نزاعات.

وعليه فان المراسل الصحفي والاعلامي الذي يروم تغطية منطقة ما تشهد نزاعات عليه ان يكون مستعدا ويأخذ في عين الاعتبار كل الاحتمالات التي قد تواجهه,  والاكثر خطرا هي تلك التي تجعله في قلب الصراع , ولهذا يكون اصعب قرار يتخذه هذا الاعلامي والمراسل هو تواجده في تلك المناطق الملتهبة من اجل تغطية الحدث هناك.

ویتوجب على الصحفيين الذین يعملون في ظروف خطرة أن یواصلوا إعادة تقييم المخاطر، وعليهم أن یعرفوا متى یجدر بهم الانسحاب. وكما قال تيري آندرسون، وهو رئيس فخري للجنة حمایة الصحفيين، والمدیر السابق لمكتب وكالة أسوشيتد برس في بيروت، وكان قد اختطف في لبنان وظل رهينة لمدة سبع سنوات تقريبا: “عليك دائماً وأبداً، وبصفة متواصلة، وفي كل دقيقة، أن توازن بين المنافع والمخاطر. وحالما تصل إلى نقطة تشعر فيها بعدم الراحة مع هذه المعادلة، أخرج فوراً، اذهب،

اتركها. فالأمر لا یستحق هذا العناء. لا توجد قصة صحفية تستحق أن تتعرض للقتل من أجلها.”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *