في ظلال حمرين .. مدينة ذكرها التاريخ بمروج من ذهب وتركها الحاضر للحروب والهجرة

عراقيون/متابعة

 تقرير : انمار عبد الستار

في الجهة الشرقية من محافظة ديالى ، باتجاه الحدود الايرانية ، تربض مدينة مندلي في ظلال جبال حمرين ، تنعم بهوائها العليل وبساتينها الغنّاء وطبيعتها الساحرة .

هي اقرب مدينة الى العاصمة بغداد من جهة الحدود الايرانية، تحدها سلسلة جبال حمرين شرقا وجنوبا ناحية قزانية وغربا بلدروز وشمالا المقدادية ..

ومندلي من المدن التاريخية القديمة ورد أسمها في فتوح البلدان للبلاذري ومروج الذهب للمسعودي وغيرهما ، واسمها القديم (( البندنيج )) ورد بالآشورية (( أردليكا )) حيث ذكرها بهذا الأسم المؤرخ اليوناني هيرودوتس، فيما اكد خبراء البعثة البريطانية التي زارت المدينة سنة 1966 ، أن تأريخ مدينة مندلي، يمتد الى ما قبل ميلاد السيد المسيح .

تحتضن المدينة خليطا سكانيا متجانسا من العرب والاكراد والتركمان ،كما كانت تحتضن اليهود والمسيحيين والصابئة الى وقت قريب .

اهم احيائها واكثرها كثافة سكانية هي قلعة جميل بيك (السوق الصغير) والسوق الكبير ، وقلعة بالي ، و قلم حاج ، و بوياقي ، و النقيًب . وتحيط بالمدينة عشرات القرى والبساتين الغناء التي تحولت الى اراض جرداء بعد هجرة ابنائها نتيجة الحرب العراقية الايرانية واهمال الحكومات المتعاقبة.

وشأنها شأن مدن ديالى الاخرى ، اشتهرت مندلي ببساتين الفاكهة المختلفة ، لكن ما يميزها عن غيرها اشتهارها بوجود اصناف نادرة من التمور، اذ تضم اكثر من 20 صنفا من التمور النادرة لها تسميات محلية متعددة منها ، دكل بادان او ما يعرف بادومي وهو من التمور النادرة ويعرف بين الاهالي بـ ( كرزات التمور) ويحمل في الجيب ويجري تناوله في المقاهي لنكهته وطعمه اللذيذ .

حيدر المندلاوي عضو مجلس ناحية مندلي المنحل قال :” ان اول أصناف التمور نضوجا هو تمر البهراب الذي يغزو الأسواق مبكرا ، ونطلق عليه (تبشير ) ، وهو شبيه بتمر (الخستاوي) الذي يعبأ بعبوات بلاستيكية ، مع وجود أصناف تمور نادرة مثل “القرنفل ومير حاج” التي تحتل الصدارة من حيث الجودة .

وتابع :” ان صنفي القرنفل و ميرحاج ، ينتشران في منطقتي (قلم حاج وسوق الصغير) ويتجاوز سعر الفسيل الواحد من تمر القرنفل المليون وربع المليون دينار فيما يبلغ سعر فسيل ميرحاج 250- 300 الف دينار ، بسبب طعمهما المتميز واقبال الدول العربية على شرائهما عبر تجار ووسطاء”. الى جانب صنوف من التمور كالبرحي والاشرسي الذي يبلغ سعره 6000 دينار للكيلوغرام الواحد.

ووصف مدير ناحية مندلي وكالة ً مازن الخزاعي بساتين التمور بانها :” هوية مندلي وايقونتها التاريخية “، مبينا :” ان عدد اشجار النخيل في الناحية كان اكثر من مليون نخلة ، الا ان العدد في تناقص بنسب عالية بسبب الجفاف والنزوح المعيشي وان اكثر بساتين النخيل هلكت بسبب الحروب وعمليات التجريف”.

واشار الى ان بساتين النخيل في مندلي تضم اكثر من 20 نوعا من اصناف التمور النادرة والتي تمثل هوية مندلي التاريخية وتبقى ايقونة بارزة ومحط انظار المحافظات الاخرى ./انتهى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *