سرمد كوكب الجميل يكتب: عاد زمن الصعاليك

قال انهم صعاليك فاثارني المصطلح وقلت في نفسي اجل يبدو لقد عاد زمن الصعاليك وما اكثرهم اليوم وسالت نفسي من هم الصعاليك؟ قالت الكتب انهم فئة متمردة عاشت في الجاهلية وكان منهم الشعراء الصعاليك ولهم ماثرهم ومناقبهم ولهم تصنيفاتهم اذ صنفوا الى ثلاثة اصناف، وهذا كله لا يهمني انما المهم صعاليك اليوم وكيف يمكن توصيفهم وتصنيفهم في مجتمعنا؟ وهل يمكن ان نطلق عليهم صعاليك هذا الزمن.


وعدت الى لسان العرب ووصفهم بالفقراء المتمردين والمهمشين والفتاكين على مجتمعهم والطامحين لبلوغ ماربهم في المال والجاه فقلت صدق والله لسان العرب كم هي فصيحة وثرية هذه اللغة اذ اعاد المصطلح الى الصعلة وهي النخلة التي فيها عوج والجرداء من اصول السعف وهكذا ذهب تاج العروس، فيما ذهبت المعاجم المعاصرة الى ان صعاليك العرب لصوصهم وفتاكوهم، واخر جاء فيه ان الصعلوك هو المتسكع الذي يعيش على الهامش، وهكذا خرجت بمعنى حديث للصعلوك فقلت صدق الرجل اذ وصف ظاهرة اليوم بالصعلكة واننا حقا في زمن الصعاليك.


فصعاليكنا ليس كصعاليكهم ولكن ما يجمع الاثنين هدفان اثنان يفتقدانه وهما المال والجاه، ومن هنا بدا صعاليك اليوم يتفنون في الكذب وعرض المغامرات والنضالات وانهم بماثر ويشهد لها الزمن كيف صفع رئيسه وكيف وقف الوزير احتراما لشانه قبل خمسين عاما …وخذ من هذا الكذب المصفط ، فيما يعرض الاخرون صورهم كملائكة نزلت من السماء بذكورها واناثها صالحين همهم مدينتهم واهلها وتحيتهم السلام والوئام والنهوض بالواقع المر الذي تعيشه مدينتهم فهم نبع هذه المدينة والخ
فتارة ابنكم واخرى مؤتمنكم وثالثة قويّكم وفي النهاية هم صعاليك هذه المدينة وتجدهم اينما كنت ووقت ما شئت منبوذين الا من مناسفهم؛ تافهين الا من طموحاتهم خرفين في احاديثهم ولهذا اثرت ان اصنفهم غير ما جاء في تصنيفات المؤرخين في العصر الجاهلي ويمكن اعتباره تصنيف الصعاليك في القرن الحادي والعشرين او ربما زمن التكنولوجيا الالكترونية علما انهم فقراء في العلم والمعرفة وليس بالمال كما كانوا في الجاهلية!، وهم فتاكون في الاضرار بمصالح مجتمعهم وليس كما كانوا فتاكين في قطع الطرق والسرقة، ولهذا يمكن تصنيفهم اليوم الى ثلاثة اصناف :


الاول : صعاليك المجتمع : وهم من يدعي الاصل والجاه والرفعة وهو من الرعاع ويسمعه الجميع وينصنتون اليه على مضض فهو مرفوض جمعيا لفقره المعرفي وفتكه بالاخرين بشتى اصناف الفتك ولا سيما الكذب على الاموات والاحياء واختلاق البطولات

.
الثاني : صعاليك السياسة: وما اكثرهم اليوم وغالبيتهم منبوذون في مجتمعهم لتغليب مصالحهم الخاصة على المصالح العامة فتجد الجميع ناكرين لهم في السر ومبتسمين لهم في العلن وهم فقراء السياسة وقد فتكوا بالناس فتكا .


الثالث : صعاليك العلم والمعرفة والتعليم وهم صنف يدعي العلم والشهادات والالقاب وهم منها براء والغباء سيماء في وجوههم متزينون يدعون العلو على غيرهم بما اتيح لهم من القاب وادوات، ومرفوضون من مجتمعهم مقبولون من امثالهم تلك هي تصنيفاتي للصعاليك اليوم واذا كانوا في العصر الجاهلي عشرات فاليوم هم بالملايين .


وتعتمد كل الاصناف الثلاثة في مجتمعها على ادوات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وبرامجها والمجالس والمنتديات وفيهم الشيخ الكبير ومنهم الشاب اليافع وبينهم الكهل الاشيب نساء ورجالا والمحور الذي يجمعهم الكذب والنفاق والتلفيق وخلق الحكايات وتشويه التاريخ وحديثهم بما لا يعلمون وغالبا ما يكون لسانهم سليطا ونستطيع القول انهم تافهون ولا مجال عندي لشرح التفاهة ونظامها فعذرا ايها القارى المتابع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *