رمضان حمزة يكتب : نهرالزاب الصغير في عنق الزجاجة بعد ممارسة إيران الإرهاب المائي وإعلان حرب غنائم المياه بحق العراق

ينبع نهر الزاب الأسفل أو الزاب الصغير من الأراضي الإيرانية ويتكون من إلتقاء جدولين ليشكلا معا هذا النهر في حوض يسمى “جمى كالفة” في محافظة إذريبجان غرب في إيران ويتجه الى جهة الجنوب والجنوب الشرق ليدخل حدود العراق عند ناحية ماوت في محافظة السليمانية ويلتقي به رافد صغير آخر يدعى بنهر سيوايل ويتجه ضمن أراضي الأقليم باتجاه الشمال الغربي في مسار ضيق وعر ليدخل بحيرة سد دوكان بعد مروره من أراضي قضاء رانية ومن بحيرة دوكان يتجه باتجاه الجنوب الغربي لمسافة 401 كليومتر ليصب في نهر دجلة شمال قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين، جغرافيا يقع حوض نهر الزاب الاسفل بين دائرة العرض 33.216 و 35.833، شمال وخطوط الطول44.50 و46.833 شرق يبلغ طول النهر حوالي 401 كم داخل العراق و مساحة حوض التغذية الكلي حوالي 22250 كم الجزء الأكبر من الحوض حوالي (77٪) يقع داخل العراق والباقي (23٪) في إيران. الوارد السنوي لنهر الزاب الصغير يبلغ ( 7.2 ) مليار كتر مكعب ومعدل تصريفه (227) متر مكعب بالثانية، ويمتد الحوض في مناطق مناخية وإيكولوجية متنوعة جدا. ويقل متوسط الهطول السنوي ضمن أراضي الحوض من أكثر من 1000 ملم في جبال زاكروس من جهة إيرن إلى أقل من 200 ملم في المناطق التي يلتقي فبها رافد الزاب الصغير مع نهر دجلة في العراق حوالي 92٪ من هطول الأمطار السنوي والثلوج يتساقط بين تشرين الثاني / نوفمبر وأيار / مايو، وكثيرا ما يكون هناك أمطار قليلة من حزيران إلى أوائل الخريف في تشرين الاول /أكتوبر. كمية وتوقيت هطول الأمطار في فصلي الشتاء والربيع متغير للغاية بين السنوات.

زادت في السنوات الأخيرة إستخدامات مياه هذا الرافد في كل من الدولتين المتشاطئتين إيران والعراق فقامت جمهورية إيران الإسلامية باشاء عدد من السدود والمنشآت الهندسية على مجرى هذا النهر داخل أراضيها منها مؤخرا تم بناء سد بانه و سد سردشت ( الذي تم البدء باعمال الخزن فيه منذ 22 من شهر حزيران الفائت 2017) وسبب في قطع كلي لمياه هذا الرافد المهم عن إقليم كوردستان وبقية العراق، سد ساردشت هو سد يقع بحدود(13) كم جنوب شرق قضاء سردشت في مقاطعة أذربيجان الغربية الإيرانية السد الذي أثار تشغيله في النصف الاخير من شهر حزيران الماضي هذا العام له سعة خزنية إجمالية تقدرب(545) مليون م3 وسعة التخزين العادية بحدود (380) مليون م3 وبارتفاع 114 متر من قاع النهر. وملحق بها محطة الطاقة الكهرومائية بطاقة إنتاجية 150 ميكاواط ويضمن إمدادات المياه لزراعية (14000) هكتارعلما بان هناك بعض السدود الأخرى هي قيد التخطيط مثل سدود شيفاهان وغارجهال.

يضاف الى هذه المخاطر بان دولة ايران لم تشعر حكومة العراق بخططها بتشغيل وإملاء هذه السدود أسوة بتركيا وانما كل إجراءاتها من طرف واحد باعتبارها الطرف الاقوى عسكريا، إقتصاديا، وسياسيا والخطوة الأخطر والتي تنفرد بها إيرن هي نقل المياه بين الأحواض داخل أرضيها كما فعلت ذلك في حوض نهر الوند ونهر الكارون والنقطة الاخطر التي يواجه مصير المياه في نهر الزاب الصغير هو المخطط الذي قيد الإنشاء حاليا هو لنقل ما تبقى من مياه حوض نهر الزاب الصغير إلى حوض بحيرة أورمية في محاولة لإنعاش وتجديد هذه البحيرة المالحة وإرواء حوالي 9400 هكتار من الأراضي الزراعية في تلك المنطقة ومع ذلك، فإن مستقبل التنمية في أيران هو بالاساس على حساب الدولة الجارة العراق واقليمه الناهض لذا يتطلب ان تتفهم حكومة إيران الجارة الشرقية عمق تأثير هذه الأنشطة التي تقوم بها على نظام تدفق النهر الى العراق كون البلد الواقع الى الاسفل من منابع النهر وحجم التهديدات التي تمارس بحق الإنسان والطبيعة.

إن إسترداد الحقوق المائية العراقية يجب أن يصبح من أهم الأولويات في منهاج الحكومات العراقية المتعاقبة من الآن فصاعدا في ظل إعلان دول المنيع المتشاطئة للعراق حرب غنائم المياه عليها ونهب ثرواته المائية بحرب نسميها بحرب غنائم المياه وانطلاقاً من قواعد القانون الدولي، والشرعية الدولية لحقوق الانسان، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تاكد فيها على حق الدول والاقاليم والشعوب في الحصول على جميع مواردها وثرواتها وحقها في استعادتها، والحصول على التعويض عن كل ما يلحق بها من اضرار وخسائر وعلى العراق أن تلجأ الى طرف ثالث واشراكه في المفاوضات لاحراج الجانبين التركي والإيراني وقبولهم للجلوس على مائدة المفاوضات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *