برنامج متطوّعي UPP في نينوى يجمع مكوّنات المحافظة في بيت مسيحي لمأدبة إفطار وفعاليات مجتمعية في ناحية برطلة

عراقيون/متابعة/ أقامت منظمة “جسر إلى – UPP الإيطالية” ضمن برنامج المتطوّعين في محافظة نينوى مأدبة إفطار في بيت الشماس إبراهيم للو في ناحية برطلة مساء هذا اليوم الموافق 30 نيسان 2021 لمكوّنات نينوى من الإيزيديين والمسيحيين والمسلمين العرب والشبك والتركمان والكاكائيين وبمشاركة واسعة من عدّة مناطق “تلكيف، الموصل بجانبيها، بعشيقة، الحمدانية، النمرود، برطلة، الموفقية، طهراوة، إيطاليا، داقوق، أربيل” .

بدأت المأدبة بإفطار جماعية بعد الأذان، ومن ثمّ كلمة ترحيبية من قبل منسّق برنامج المتطوعين في نينوى الناشط المجتمعي عمر السالم رحّب فيها بالحاضرين وبهكذا أنشطة مجتمعية تساهم في إعادة الاواصر الاجتماعية بين مكونات نينوى بعد مرحلة داعش، وبعد ذلك كلمة الشماس إبراهيم للو حيث رحّب بالحاضرين إلى بيته والمشاركين في هذا النشاط المجتمعي، ومن ثمّ كلمة عن مدينة الموصل وبعد ذلك بدأ الحكواتي يحكي قصص من الموصل تروّج للسلام ويتكلم عن رمضان كيف كان يجمع مكونات الموصل ويعزز التفاهم والحوار المجتمعي فيما بينهم، وكيف كان دور المسيحيين والمكونات الأخرى في تعزيز السلم المجتمعي، وبعدها فقرة التعارف بين الحاضرين مع كلمات شكر وتقدير، ومن ثمّ أختتم النشاط بفقرة للمهرّج الإيطالي بيمبا كلاوان “ماركو روداري” بفعاليات كوميدية مع السحر.

أشار عمر السالم منسّق مشروع المتطوعين في محافظة نينوى” لا يسعنا إلّا أن نقول بأنّ مهمتنا أن نحوّل آثار الحروب إلى مناسبات مجتمعية ونحوّل الكراهية إلى محبّة من خلال إيماننا بالتطوّع والمبادرات المجتمعية التي تساهم في تعزيز هذه المحبة المتواجدة بين مكوّنات نينوى قبل آلاف السنوات، لكنّ الشرخ الذي فكّكها بسبب الحروب وداعش والإرهاب لم ينجح أبدا لأنّ إرادة المجتمع المدني كانت أقوى من الأسلحة والعنف”.

وأكّد السالم ” بأنّ هذا النشاط يعكس صورة متبادلة بمشاركة المناسبات الاجتماعية والدينية من أجل إظهار محبّة يعود عمرها لآلاف السنوات، كذلك هو فحر لنا أن نكون من الأوائل الذين يعملون في بناء الإنسان والعقل والقلب قبل البنى التحتية ونساهم بتعزيز العلاقات الاجتماعية والسلام وتمكين شبابها وتعزيز دور المرأة في هذه المجتمعات”.


وأضاف السالم إلى ” أنّ هذه الأنشطة جديرة بمعالجة كافة الجروح التي سبّبتها الحروب والإرهاب، ونحن نتابع ونعمل في هذه المناطق من أجل نسلّط الضوء عليها أوّلا ومن أجل أن ندمجهم بالمجتمع العراقي ومجتمعات نينوى ونساهم بتفكيك هذه الصور النمطية التي روّج لها الإعلام والتقاليد وساهمت كلّها في التفكك والإنعزال والدمار والخراب”.

وختم السالم حديثه ” بأنّنا كمنظمة ساهمنا بتأسيس قاعدة مجتمع مدني في هذه المناطق لتساهم بالعمل في تعافي هذه المدني من الحرب والنهوض بواقعها وتسليط الضوء على دور المرأة وتثمين دورها في المجتمع، وهذا ما نسعى إليه كمشروع المتطوعين في منظمة “جسر إلى – UPP الإيطالية” ضمن جهودها الاستثنائية في منع النزاعات وتحليلها والوقوف عندها ومعالجتها”.

أشار الشماس إبراهيم للو صاحب البيت ” بأنّ ما قاله البابا في الموصل وفي خطاباته بأنّ الاخوّة هي التي تساهم في البناء والعمران، ما أحلى أن نجتمع معا! هذه المبادرة التي أقامتها منظمة جسر إلى، تشرّفت أن تكون في بيتي كي أدعو المكونات وأستقبلهم واقدّم لهم مأدبة افطار من أجل تعزيز المفاهيم الاجتماعية بين هذه المكونات”.

ومن جانبها دلال الجبوري إحدّى المتطوعات في مشروع منظمة “جسر إلى – UPP الإيطالية” أوضحت ” بأنّ جهود المنظمة في تأسيس مشروع المتطوعين وتأسيس قاعدة المجتمع المدني هي جهود استثنائية لم يستطع أن يعمل عليها أحد منذ العديد من السنوات”.


وأضافت الجبوري ” إنّ هذه الأمسية الرمضانية التي احتفلنا بها سوية مع مكونات نينوى، تعني لنا الكثير وخاصة بمشاركة النساء والناشطات وبدورنا سنساهم بتعزيز هذه المفاهيم المجتمعية من أجل أن نساهم بتعافي مناطقنا التي عانت من التطرف والخراب”.
وأختتمت الجبوري حديثها ” سنواصل العمل على مشروع المتطوعين ونقدّم المزيد من الجهود في المحافظة على المجتمع المدني ونروّج لدور المرأة في المشاركة في الحياة المجتمعية بصورة عامة من أجل النهوض بواقع المرأة في القرى لتساهم بتعزيز السلام والتماسك المجتمعي وإزالة كافة الصور النمطية التي روّج لها الإعلام عن قرى ناحية النمرود وعن القرى الاخرى التي أصبحت شمّاعة تخوّف الناس بسبب التهميش وبسبب إهمالها من الحكومة ومن الإعلام بصورة عامة”.

جدير ذكره بأنّ منظمة ” جسر إلى – ” UPP هي منظمة إيطالية تأسست في بغداد عام 1991، لدعم الشعب العراقي والوقوف معه بوجه الظلم والحروب، حيث تعمل المنظمة في مجالات عديدة منها في مجال الصحة والتربية وإعادة الإعمار وكذلك في برامج بناء السلام والتماسك المجتمعي وذلك من أجل تشجع الشباب على الانخراط في نشاطات رياضية وفنية ومجتمعية مفيدة، وكان تركيز المنظمة دائمًا على التضامن مع السكان العراقيين المتضررين من الحرب. كانت تسمى في الأصل “Un Ponte Per Baghdad” ، وأصبحت فيما بعد تعرف باسم “Un Ponte Per” بعد توسيع نطاق عملها إلى صربيا وكوسوفو ودول أخرى في الشرق الأوسط والبحر المتوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *