زياد محمد السعدون يكتب: اذا لم تنحني فلن يستطيع احد إمتطاء ظهرك


في مثل هذا اليوم في عام ٢٠٠٣ احتلت القوات الأمريكية العراق وانهت النظام السياسي فيه واصبحنا اليوم نعيش الفوضى في شتى المجالات .


وقد توسم العراقيون خيراً بالنظام الجديد و خاصة انهم كانوا يحلمون ان يقودهم شخص عاش معظم حياته في اوربا واميركا لينقل لهم تجارب تلك البلاد في الديمقراطية والحياة الرغيدة الى العراق وشعبه الذي عانى من ويلات الحروب والحصار لعقود من الزمن .


ولكن العراقيون اصيبوا بالدهشة من فساد الاشخاص الذين تولوا زمام الامور في هذا البلد ولم يستطيعوا ان يبحروا بسفينتة الى شاطئ الامان بل على العكس من ذلك فقد اذكو الطائفية فيه التي لم يعرفها هذا الشعب المسكين منذ تأسيس العراق ودقوا اسفين الفرقة بين ابناءه .


ورغم امتعاض كافة طوائف الشعب من حكامه بكافة مسمياتهم وانتمائاتهم القومية والمذهبية بسبب فسادهم وتشخيص الشعب بالأسماء لهؤلاء الفاسدين سواء بأعترافهم بأنفسهم على كافة القنوات الفضائية بأنهم اي الساسة قبضوا مبالغ طائلة من رشاوى او عمولات جّراء اعمال قاموا بها او ان الشعب يعرفهم بسبب تغيير احوالهم المادية قبل ٢٠٠٣ وبعدها بعد دخولهم معترك السياسة، وقام الشعب بثورته ضد الفساد مما اسفر عن تغيير الحكومة قبل انتهاء دورتها وتشكيل حكومة جديدة. والجميع يتحدث عن الاصلاح وكشف ملفات الفساد والشعب يقسم على نفسه وبمقدساته انه لن يضع اصبعه في قنينة الحبر البنفسجي إلاّ اذا ترشح للانتخابات من هو مؤهل لها ويمثل اهله ومدينته حق تمثيل ويدافع عن حقوقها وحقوق اهلها. وإن الكل مُصر وعازم على التغيير بما يضمن منح مقاعد البرلمان لاشخاص اكفاء ولهم تاريخ في النزاهة ولم تتلطخ ايديهم بسرقة اموال البلاد والعباد .

وفي المقابل فأن من حق اي مرشح ان يقيم دعايته وبرامجه الانتخابية بالشكل الذي يستطيع به اقناع ناخبيه برؤية لما سوف ينجزه في المستقبل في حال انتخابه.ولكن ليس من حقه ان يصادر حقوق مدينة يسكنها اكثر من مليوني شخص ويقطع شرايين شوارعها الرئيسية من اجل اقامة الولائم والعزائم وتعاني المدينة في واقعها من الازدحام وفرض امر الواقع عليها وهي تعاني ما تعانيه . كل ذلك من اجل ان ينعم بعض من له شراهة في الطعام على تلك الموائد التي اقيمت بأموال الشعب.

وبعد ذلك المشهد الحزين وتناول الطعام وترك علب الماء الفارغة على قارعة الطرقات وتكدس الشوارع ببقايا الطعام وهي تعاني اصلا من تراكم النفايات نجد ان الناس بعدها يتحدثون عن عدم انتخاب الفاسدين ولابد من اختيار الامثل والصالح لغرض تمثيلهم في الحكومة وعدم تكرار اخطاء الماضي . ولكن كيف يكون ذلك وهناك من سيقوم ببيع صوته بمنسف من الثريد ولابد ان يوفي بعهده لمن دعاه لوليمته تحت شعار ( اطعم الثم تستحي العين) ولكن اود ان اذكركم ان محافظة نينوى بوجه الخصوص والعراق بصورة عامة بحاجة الى تغيير جذري وقلع لكافة شخوص الفساد وعدم انتخاب اي شخص او المساهمة بأنتخابه او الدعاية له لان اعطاء الصوت هو عهد فلا تعطوا اصواتكم لمن لا عهد له او تكونوا سبباً في صعوده الى قبة البرلمان مرة اخرى . وتذكروا قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم (( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار )) فإنك بانتخابك للفاسد ستكون سبباً في انتشار الفساد وبقاء المفسدين في سدة الحكم وسوف يعيش العراق ونينوى بنفس النفق المظلم ويزداد الفاسد اموالا” ويزداد الفقير فقرا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *