مجزرة “موصل الجديدة ” جريمة ابادة جماعية أغفلناها

التاريخ : 17 – 3 – 2017
المكان : الموصل
عدد الضحايا : 700 انسان
نوع الجريمة : ابادة جماعية متعمدة
المتهم : القوات الأمريكية – قيادة العمليات العراقية

تعرضت منطقة الموصل الجديدة في الجانب الأيمن من المدينة بمحافظة نينوى لمجزرة قصف جوي أمريكي على مدى الأيام 16 و17 و18 من شهر مارس/آذار 2017، وسقط بسبب ذلك فرع كامل يضم عشرات المنازل على رؤوس أصحابها ، مخلفاً حسب آخر بيانات مديرية الدفاع المدني أكثر من 700 شخص من بينهم 187 طفلاً دون سن الخامسة عشرة ، ووصف شهود عيان مشاهد مروعة من الانفجار مع تناثر أجزاء من الجثث فوق الأنقاض ، ومحاولة الاهالي بشكل يائس انتشال ناجين وأشخاص آخرين مدفونين تحت الأنقاض بشكل يصعب الوصول إليهم في عملية إنقاذ استمرت لأشهر من ضمنها إنتشال 43 جثة تعود لعائلة “عمر عبد الباقي ” ، أحد أعيان الموصل، الذي قتل مع زوجته وأبنائه وأحفاده في منزلهم.

معلومات عن استخدام قنابل محرمة

كشف مسؤول عسكري ببغداد عن معلومات قال إنها مؤكدة، تشير إلى استخدام الجيش الأميركي ، قنابل كبيرة محرمة داخل المدن وذات تدمير عال، أدت بالنهاية إلى سقوط هذا العدد الهائل من الضحايا ، وبيّن ، أن “ست قنابل منها دمرت الشارع المستهدف، وثلاثة أزقة مجاورة له، والآثار واضحة جدا، فحالة تفحم الجثث وانصهار الحديد والفجوات العميقة التي خلفتها القنابل في الأرض لا يمكن أن تكون من صاروخ عادي .

واشنطن تقر بالجريمة وبغداد تواصل الإنكار

الجيش الأمريكي وعلى لسان قادته اعترف بهذه الجريمة التي نفذتها بناء على معلومات من القوات العراقية ، وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها لم تخفف قواعد الاشتباك في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية ولكنها بالتعاون مع التحالف الدولي والسلطات العراقية أعلنت عن فتح التحقيق في هذا الحادث وغيره من الحوادث .

ووصف قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال “جوزيف فوتل” مقتل عدد كبير من المدنيين في ضربات جوية بالجانب الغربي من الموصل بمحافظة نينوى بالمأساة الرهيبة، مؤكداً أن التحالف الدولي ما زال يحقق في الغارة التي يعتقد أنها أميركية.

وقال العميد “ماثيو إيسلر” نائب للقائد العام للتحالف لرويترز إنه لا يستطيع تقديم تفاصيل بشأن التحقيق العسكري الذي يجري في مقتل المدنيين بغرب الموصل في غارة 17 مارس/ آذار .

وبعد توالي الانتقادات على الضربات الجوية، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها ستنشر قريبا تسجيل فيديو يظهر مقاتلين من تنظيم الدولة وهم يسوقون مدنيين إلى مبنى في مدينة الموصل العراقية ثم يطلقون النار من المبنى.

وعلى صعيد متصل، اتهمت منظمة العفو الدولية التحالف الدولي بارتكاب “انتهاك صارخ للقانون الدولي” في الموصل لعدم اتخاذه الاحتياطات الكافية لحماية المدنيين ، وأوضحت كبيرة مستشاري الاستجابة للأزمات في المنظمة “دوناتيلا روفيرا” أن الأدلة الملموسة التي جمعت في الموصل، تشير إلى نمط مزعج من غارات التحالف الدولي، التي دمرت منازل بداخلها عائلات بأكملها ، وإن “عدد القتلى المدنيين الكبير يشير إلى أن قوات التحالف التي تقود الهجوم في الموصل فشلت في اتخاذ الاحتياطات الكافية لمنع وفيات المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي .

ومن جهة أخرى حث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير ” زيد بن رعد الحسين ” القوات العراقية وقوات التحالف على إجراء تحقيقات شفافة بمقتل مئات المدنيين غربي الموصل خلال الأيام الماضية.

الجريمة من وجهة نظر عراقية .. مواقف وآراء
رئيس مجلس النواب العراقي ” سليم الجبوري ” طالب في وقتها القوات التي تقاتل في معركة الموصل بمراعاة أوضاع المدينة المكتظة بالسكان، لضمان عدم تكرار أخطاء العمليات العسكرية مرة أخرى.

في المقابل، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن ما وصفه بتعالي الصيحات والادعاءات باستهداف المدنيين، هدفها إنقاذ تنظيم الدولة “في اللحظات الأخيرة” ووقف الدعم الدولي عن العراق في حربه ضد “الإرهاب”. واتهم تنظيم داعش بأنه المسؤول عن قتل المدنيين، وتحدث عن سقوط بضع عشرات فقط بالحي!! .
وبدوره محافظ نينوى نوفل العاكوب حمل تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤولية مقتل المدنيين، وأوضح أن هذا التنظيم يتخذ السكان المحليين كدروع بشرية في القتال .
بينما كشاهدة عيان رئيسة مجلس قضاء الموصل “بسمة بسيم ” أكدت بإن هناك نحو خمسمائة قتيل في تلك المجزرة التي وصفتها بـ”المتعمدة”، ما دفع القيادات الأمنية إلى منعها من دخول الموصل ، وهو رقم أكده ” أسامة النجيفي ” نائب رئيس الجمهورية العراقي ، وأضاف أن القوات العراقية والتحالف الدولي استخدما ما وصفها بالقوة المفرطة في الموصل، وأعرب عن اعتقاده بأن هناك حسابات سياسية وراء ما حدث، وأن الهدف هو إنهاء المعركة في أسرع وقت بغض النظر عن العواقب، مشيراً إلى أن ألفي شخص ما زالوا تحت الأنقاض في مناطق مختلفة .

وظهرت بسيم على عدد من محطات التلفزيون الفضائية منددة بالمجزرة، وأعلنت عن رفع شكوى ضد التحالف الدولي بسبب انتهاجه “سياسة القتل الجماعي والأرض المحروقة”.
وقال مسؤول قسم التنسيق والمتابعة في ديوان محافظة نينوى، “محمد عمران” في تصريح صحفي لقد تم ابلاغ ” بسيم ” بمغادرة المدينة وعدم العودة مجدداً ، وإن “المنع تم بسبب تصريحاتها، وأبلغ قيادة العمليات بذلك .
“ناجي حرج ” المدير التنفيذي لمركز جنيف الدولي للعدالة يرى بأن التحقيق في هذه الجريمة يجب ان تكون مستقلة بعيدة عن نفوذ السلطات الامريكية والعراقية ولا يمكن اللجوء والركون الى لجانهما لأنهما جزء من المشكلة وهما المتهمتان بالإنتهاكات وارتكاب المجازر مع ملاحظة عدم ظهور أي نتائج لجميع تحقيقات الجرائم المرتكبة تحت سلطتهما منذ عام 2003 والى اليوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *