سرمد كوكب الجميل يكتب : “التجارة” ماقبلها بناء و مابعدها تنمية

تنفق الدول عشرات المليارات من الدولارت من اجل فتح الطرق واختصارها من خلال شق الانفاق وبناء الجسور العملاقة وتشييد الموانىء والمطارات ومد سكك الحديد وغير ذلك ، كل هذا من أجل التجارة وتطويرها وتنميتها، وتنفق المليارات في تطوير الاتصالات وبناء المواقع الرقمية والشبكات من أجل تسهيل التجارة، وتنفق الحكومات الملايين لأجل تسهيل وتبسيط الإجراءات، وتعمل الدول على بناء وتطوير نظمها المالية والمصرفية بهدف دعم التجارة وتطويرها وغير ذلك لأجل التجارة، وكل ما ذكر وغيره كثير هو لتوفير بنية تحتية للتجارة أجل التجارة فهل هي بهذه الأهمية؟ والجواب لا شك نعم؛ لا بل هي أهم من ذلك كونها تشكل مفتاح الاقتصاد، فهي من يدعم ويطور الصناعة والزراعة وصناعة الخدمات وهي جسر الثقافة وهي من يخلق الثروة ويزيد الدخل القومي والقائمة تطول.

وقد شغلت التجارة مساحة كبيرة في إطار علم الاقتصاد تحت باب التجارة نظرياتها وإجراءاتها وممارساتها سواء كانت تجارة الداخلية أم الخارجية الدولية، وتطورت منها علوم كثيرة الإستراتيجية ، التسويق ، اللوجستك أو الإمداد، التكامل، التنافسية، الخدمات المالية، المعايير، الجودة والخ .

وقد خطت الدول خطوات كبيرة في هذا المجال وتشكلت أقطابا وبدت صراعات عالمية لا بل هناك من المؤسسات الدولية من صاغ اتفاقية للتجارة وأسس منظمة للتجارة ولا بد من الاشارة الى ادبيات المؤسسات الدولية التي غالبا ما تردف ربط التجارة بالاستثمار كل هذا وما زال الأمر لا يعنينا وسباق العالم على اشده منذ عقود وما زال الامر غامضا لدينا وتنافسية الدول قد بلغت تخمتها وغالبا ما نعللها بالمؤامرات علينا، ويبدو ان كل هذا لا يحمل اي معنى ومضمون لما نصبو اليه ، تذكرت كل هذا وأنا أشاهد وأتابع طوابير الشاحنات الممتدة لعشرات الكيلومترات تنتظر عبور الجسر وتذهب بطريقها لهدفها بضائع معطلة بشاحناتها وشوارع غير مؤهلة للنقل ومؤسسات خاملة في نشاطاتها لادارة النشاط التجاري وغيرها من الخسائر وعلى الرغم من كل ذلك قلت كان الله في عون التجار كيف يوفرون السلع والبضائع! وكان الله في عون سواق الشاحنات وكان الله بعون الناس في شوارع مكتظة بالشاحنات .


لقد كان عقد التسعينات من القرن الماضي حافلا بالنقاشات والحوارات والمؤتمرات والعنوان الرئيس التجارة، والتي وضعت اوزارها ورتبت نظمها والياتها وحققت الدول خطوات متقدمة في تجاراتها وابرزتها فوائض الحسابات الجارية لموازين المدفوعات لها واكدتها مؤشرات مساهمة التجارة في الدخل القومي وبدانا نسمع في تلك السنين بظاهرة قديمة حديثة عادت لها الدول بقوة وهي مناطق التجارة الحرة والتي تطورت بشكل كبير جدا لتشكل ظاهرة مهمة في بداية القرن الحادي والعشرين فكانت نماذج رائعة في مساهماتها في الدخل القومي وتطوير قطاعاتها لذلك سيكون لها حديث في مقالة لاحقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *