بعد اغتيالات طالت نشطاء.. هل يدفع الكاظمي بجهاز مكافحة الإرهاب في البصرة لمواجهة “الميليشيات”؟

قالت مصادر مطلعة إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يعتزم إرسال قوة من جهاز مكافحة الإرهاب إلى محافظة البصرة جنوبي البلاد، لملاحقة عناصر الميليشيات عقب سلسلة اغتيالات طالت ناشطين في الحراك الشعبي، آخرهم الطبيبة رهام يعقوب، والناشط تحسين الشحماني.

وفور عودته أمس من زيارة لواشنطن، توجه الكاظمي، على رأس وفد أمني كبير، إلى محافظة البصرة، والتقى القادة الأمنيين، وزار منزل ذوي الناشطة رهام يعقوب، وتوعد بالقبض على القتلة في أقرب وقت.

2020-08-1598157514583

وقال مصدر مطلع إن ”نقاشاً يجري داخل مجلس الأمن الوطني، بشأن إرسال قوة من جهاز مكافحة الإرهاب إلى محافظة البصرة، لتنفيذ مهام استثنائية تتعلق بموجة الاغتيالات الأخيرة، مثل الاعتقالات والملاحقة“.

2020-08-01-3-1

وأضاف المصدر أن ”التحقيقات تشير إلى أن عمليات الاغتيال تجري بصورة منتظمة، وهو ما يثير المخاوف من بدء سلسلة اغتيالات أخرى“.

2020-08-NB-321477-637334562797187309

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن عشرات الناشطين والأعضاء البارزين في احتجاجات مدن الجنوب غادروا على خلفية تزايد عمليات الاغتيال، التي تتهم فيها أطراف محلية مرتبطة بإيران.

وتقول تلك الوسائل إن ”20 ناشطا في البصرة غادروا المدينة في أعقاب تصاعد عمليات الاغتيال وتلقي تهديدات، خاصة بعد الكشف عن وجود قوائم اغتيالات لدى جماعات مسلحة، يتم بموجبها إعطاء كل ناشط رقما معينا في القائمة، وبحسب تسلسله يتم استهدافه“.

2020-08-NB-321900-637337264887387577

وواجهت الحكومة العراقية انتقادات حادة من النشطاء بشأن عجزها عن القبض على المتورطين بمقتل المتظاهرين خلال الفترة الماضية.

وكانت الحكومة قد أقالت قائد شرطة البصرة رشيد فليح ورئيس جهاز الأمن الوطني في المحافظة، عقب احتجاجات غاضبة بعد مقتل الشحماني، إلا أن عمليات القتل لم تتوقف.

2020-08-511424Image1

بدوره، قال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبدالوهاب الساعدي إن ”الجهاز مستعد لتنفيذ أي واجب في البصرة“.

وقال الساعدي عقب الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فور وصوله إلى محافظة البصرة قادما من واشنطن، إن ”جهاز مكافحة الإرهاب مستعد لتنفيذ أي واجب، وسنبقى في البصرة“.

وتدفع القوات الأمنية العراقية بجهاز مكافحة الإرهاب في تنفيذ الأعمال التي تتسم بالخطورة، مثل إلقاء القبض على ميليشيات مسلحة، أو ملاحقة متنفذين، باعتباره أقوى جهاز أمني عراقي محترف.

لكن نشطاء في محافظة البصرة يرون أن المدينة بحاجة إلى أكثر من وصول قوة أمنية لضبط الأمن.

وقال الناشط في الاحتجاجات الشعبية بالبصرة، مازن البهادلي، إن ”البصرة بحاجة إلى أكثر من مسألة نشر قوة عسكرية، فالقلق مسيطر على الجميع بسبب الانفلات الأمني الأخير، وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الأمور، حيث لم تعلن حتى الآن عن أي متهم بعمليات الاغتيال هذه“.

وأضاف البهادلي، أن ”المدينة بحاجة إلى تطمينات كبيرة، وتفعيل الاستخبارات وإقالة قادتها المتهاونين مع المجرمين، والوقوف على أسباب هذا الانهيار الأمني“.

ويقول مراقبون إن الميليشيات الموالية لإيران حركت فرق اغتيالاتها في وسط وجنوب العراق لتصفية نشطاء يشجعون انفتاح العراق على العالم وخروجه من دائرة الهيمنة الإيرانية.

2020-08-unnamed-11

ويوم أمس، قال الكاظمي خلال زيارته إلى البصرة إن ”جماعات خارجة عن القانون تحاول منذ فترة ترهيب أهل البصرة، وهي تشكل تهديدا لهم ولجميع العراقيين“.

وأضاف ”يجب أن تعملوا بكل الإمكانيات لتوفير الأمن لأهالي البصرة، وهناك مجرمون يرتكبون عمليات اغتيال، لكن لم نرَ عملا يوازي خطورة هذه الجريمة“، لافتاً إلى أن ”السلاح المنفلت والمشاكل العشائرية غير مقبولة، ويجب أن يكون هناك عمل استباقي، فالتجاوز وخرق القانون والجريمة لا يمكن أن نتعامل معها بشكل عابر“، وفق قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *