المشكلة في أتباع الديوك علي حسين

 

 

برغم شغفي بالقراءة وعشقي للكتاب، فإنني أجد نفسي أحيانا جاهلاً تماماً في كل ما يتعلق بكتب التنجيم والأبراج، فأنا مثل كثيرين يعتقدون أنّ عِلم الفلك هو أن تعرف ما هو برجك، وأن تتابع مع كارمن أيام الحظ، فإذا كنتَ من برج الحمل فلا تتورط في علاقة حبّ مع امرأة من برج الأسد ، لأنها ستلتهمك في النهاية، وإذا كنتَ من برج الميزان، فحتماً أنّ اليوم يوم سعدك،  وحاولتُ أن أحصل على ” حرز ” من أبو علي الشيباني ، يجعلني  في عيون  الفتيات أجمل وأرشق من مهند التركي ، وبسبب البحث عن حرز الشيباني هذا أدمنتُ مشاهدة برنامج شقيقه ” الألمعي ”  أحمد الوائلي صاحب النظرية  البلاغية ” إذا عكست كلمة تفاحة ستقرأ كلمة الفاتحة التي  ستفتح أمامك مغارة علي بابا  ” ولهذا صدّقت التقرير الذي يقول إنّ  العام 2016 ، الذي سينتهي بعد أيام  حسب الأبراج الصينيّة ، كان اسمه عام القرد ، حيث يخبرنا أصحاب التقرير انه كان عاماً مليئاً بالخدع واللعب على الحبال ، وحتى لايجرفنا كتاب التقرير إلى شواطئ المتعة ، فإنهم يخبروننا بأن العام القادم ، الذي ستبدأ بشائره  حسب التقويم الصيني في 16 شباط يطلق عليه عام الديك ، ويوضح الفلكي صاحب التقرير أن عام الديوك  سيحمل لنا في طيّاته الكثير من الصخب والضجيج والصراع  ومن المحتمل أن يكون عاماً أكثر دموية. من جانبي لا أستغرب ذلك ،  وأرى أنّ بشائر العام القادمة بدأت بوقت مبكر باختطاف  الزميلة أفراح شوقي من قبل أحد الديوك ، الذي يريد لنا أن لانغادر  أقفاص الدجاج  .

منذ أن اختطفت أفراح شوقي وأنا أقرأ تعليقات  لأتباع ” الديوك ”  جميعها تتنافس في ساحة واحدة ، هي ساحة  الشتم والتخوين والتشفّي ، بلا أي ضابط  أخلاقي ولا ضمير .،  ظاهرة مرضيّة تثبت الى أي مستوى من الانحطاط يريد لنا ديوك السلطة ان نعيش فيه ،  لم يعد هناك من يميز بين الحقائق وبين الاكاذيب  ، والجريمة والثأر والمحرّضين ومبشّري القتل والخراب. وخلف هذه الاصوات  السامة ، تضيع الحقائق مثلما تضيع حياة الإنسان  ، ويتحول مستقبل البلاد الى حلبة يتصارع فيها ” الديوك ” فتغيب لغة  التراحم بين الناس، وتصير حياتنا مثل أفلام المصارعة الحرة ، جمهور يصفّق بحرارة للمنتصر ، ويطالب القوي بالقضاء فوراً على الضعيف.

أتمنى فقط من باب التمنّي، وليس من باب المطالب ، أن يطلع يوم على هذه البلاد تغيب فيها لغة الديوك ، وأن تتم معاملة المواطن على أنه ” أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق ” ، وأن تغيب الأوصاف والنعوت المأخوذة من عالم الغابة  ، فنحن ياناس بحاجة إلى لغة من قاموس علي بن أبي طالب ” ع ” المليء رحمة وبلاغة ونصرة للضعيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *