سرمد كوكب الجميل:متى نفهم حركة السوق النفطية وأسعارها؟

انخفض سعر النفط، أو ارتفع أو استقر هكذا حال السوق ومن ورائها قوى العرض والطلب، هي دورة بطبيعتها ولا شك تكثر عنها التأويلات والتكهنات والتفسيرات وإن هناك عوامل تقف وراء الطلب وأخرى وراء العرض وتفعل فعلها، وليس لنا من الوقت للبحث في تلك العوامل والوقوف على أسبابها ومحركاتها ( لا يجدي نفعا ) بقدر ما ينبغي التركيز على النتائج وإن إدراك قوى السوق وآلياته والعمل في ضوء تلك التوقعات والتبؤات ليس إلا، ومراجعة بسيطة لحركة سعر النفط لقرن من الزمان تجعلك تؤمن بدورات السوق ( التجار أعرف بها )، وما عليك إلا أن تتحوط لها، وبعكسه ستخرجك موجات السوق هذه من تلك السوق ذليلا فقيرا خائبا، ولهذا لا يجوز لنا ونحن من نتباهى بأننا بلد النفط وأننا نصدر النفط ومنذ العشرينات عبر سوق النفط العالمي أن نفاجئ بحركة سعر النفط التي حدثت بالأمس، فقبل سنوات بلغ سعر النفط ما يقرب من 140$ فيما كان في التسعينات لا يتعدى 18$ وكان في نهاية السبعينات أكثر من 50$ فيما كان في الستينات بحدود 3 $ ويبدو أننا لم نتعلم الدرس ولن نتعلمه لأن الهدف هو استخراج النفط وبيعه والحصول على الدولار ليس أكثر من هذا، فأين تلك الايرادات النفطية ؟ وأين استثمرت ؟ وما هو حجم الصندوق السيادي الذي وظفنا فيه تلك الأموال والتي لو وظفت بالشكل الصحيح لحققت للعراق إيرادا يفوق الإيراد النفطي ضمن أعلى الأسعار، ولهذا لم نتعلم الدرس رغم تكراره عشرات المرات وإن ما يؤسف لذكره إن تغيرات حركة السوق النفطية الكبيرة انخفاضا أو ارتفاعا علمتنا بأنها غالبا ما تتبعها نزاعات وحروب وصراعات لا سمح الله !!!!


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *