نظرة في كتاب العشق وتجليات المعارف الأولى في ديوان (حكمة العشق) للدكتور جاسم الفارس

*غسان عزيز

رأى أبو بكر الرازي أنّ الإنسان يُبتلى بالعشق، لذلك نادى بضرورة الابتعاد عنه؛ حيث وجد أنّ العشق يقع لمن هو قليل الحظ ومن يفضل الرغبات الحسية على الروحية،  هكذا رايه…ومنذ مأدبة أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد وحتى يومنا هذا، ولا جديد تحت شمس الحب. ما زال هو الشعور نفسه المُسكر والمؤلم في آن، والذي نغرق في عذوبته بعض الأيام وبالكاد ننجو من أعاصيره أياما أخرى. وبين هذا وذاك، نظل نتساءل، من أين جاء هذا العشق؟ وهل نحن حقا نعشق من نظن ام أننا نحب؟ هل سيستطيع حبنا البقاء طويلا…؟!

أما راي الرازي وبعض الفلاسفة فان الجميع اظنهم لم يكتووا بناره وزمهريره…بل انهم فسروه من باب الاخلاق لا من باب معارك الارواح مع الارواح…فالفلسفة لا تجيب على تساؤلاتنا الاعمق احيانا.

وربما تعطينا تفسيرات جاهزة لضواهر فكرية -بايولوجية للانسان…

انها لا تعرف العشق من خلال الباطن …العالم الخطير الذي يحتوينا…

العالم المسكون بالمتناقضات..يفصح عن كوامن الجبلة البشرية الغامضة…

هو العشق ايها السادة…

فلن يخونك الاعتقاد ..ان جعلت قلبك ملك يمينك ..لتتراءى لك الدنيا صور وخيالات.. تفيض من جوانحك الحائرة لتتحسس البعد الغائب لذاتك الانسانية الحائرة بين تغير احوالنا… بين الميل للاقتراب من رياض الجمال وحكمة الخلق وتدبير الخالق لهذا الكائن العاقل…

العشق اقتراب خطير من دوامة في لجج بحر عميق..

.اختيار ابعد من العقل.. مربك لعالم الكينونة الأَوسع

 …لان انثى العشق الاول اراقت بشغفها الدم الاول فكان اول ضحايا العشق…وأَول قربان على مذبح الشهوات…

العشق ليل ابيض …نُجومة روحٌ تفيض على الشجي الغريق بتسابيح الوداد ،تتقلب في السماء …تنتظِر الموعد المحتوم.

انه العشق الذي يتحدث به وعنه ولهُ الدكتور جاسم الفارس في رائعتهُ المٌسطَّرة

(حكمة العشق)…

انه المحكوم والحاكمُ والشهيدُ والجلاد …هو ليس سِير من سرقوا النار ولا اسطورة العالم السفلي … بل ارتقاء حَذِر الى معارج الحقيقة لترى الله عن قرب،

 فكان فيض الهوى والهوى النوراني ..

في نَظرِهِ….

…هي مرحلةُ الوجود داخل أَولِ نبتة اينعت…على جَسد الطين…

هو العشق الذي تلبَّس ارواح الصوفية فتاهوا في تجليات التوحد والالتصاق بالروح ولأَجلِ الروح..

أَقرأ…..

من اول العاشقين الى اخر الواهمين .. اليوم…

 وَلَهُ التشظي بين نار الضلوع وأَلم الجوى… ودموع العاشق الغائب في عالم الحلول والاتحاد والتعالي عن الاعتياد….

العشق

 عندما تعرف من انت…تلك هي المعرفة الصغرى وعندما تعرف من هو…تدرك المعرفة الكبرى …في عالم الغيبة  والتيه…..

رقيا اخرى في سلم الالغاز والاسرار واليقين والمتاهات…

العشق….هروب الى الوحدة …حيث النقاء الابدي في معارج الحقائق….

ضيق …به الفرج ونعمة يغمرها الجوع …وسقم به يداوى  الجرح في نزفه الابدي….

تبدل في النواميس واستغراق في عالم الجنون الانقى والأَلذ….

انه الضلال …في عالم الهداية الكاذبة .

العشق رموز تخرق عباب القدرة تبحث عن حقيقةٍ في عالم واهم….

قرات في (حكمة العشق):

ان العاشق روح، والعشق كحلٌ من مجامر الدموع ،وتطهير لما علق بالذات من ادرانِ ووساوس المسائل…

الشمس انثى والارض انثى والوردة انثى …والحياة انثى

والروح انثى والنفس انثى …

هي ومضات عاشقة في عين تنتظر اللقاء وتعرف انه اصعب من الفراق…

احيي الدكتور جاسم الفارس وصحيفة العشق التى يهديها الى كل من يريد ان يقترب من المعارف الكبرى…

واجوبة على اسئلة الوجود وتيه في عالم انقى بعيدا عن الهوامش المزدحة الصاخبة…

ولي دراسة فلسفية عن مجموعاته في طور الولادة الصعب..

اذ المجال المعرفي الافصاحي عن هكذا ثيمات تتعلق بطبيعة الخلق والوجود …لهي مخاضات صعبة تستدعي الولوج في عوالم متعددة وغامضة ..

احييه مرة اخرى وادعو له بدوام العافية والتالق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *