جنجل وجناجل



قصة : طلال حسن

كان يا كان، كان هناك خشفان صغيران، اسم الأول جنجل، واسم الثاني جناجل، يعيشان مع أمهما الغزالة، في كوخ وسط الغابة، وكانت أمهما تخاف عليهما من الدامية، وقد أوصتهما أن لا يفتحا الباب إلا عندما يسمعاها تردد: جنجل وجناجل، افتحا لأمكما الباب، بقروني الحشيش، لأثدائي الحليب، وبفمي الماء.
وخرجت الغزالة ذات يوم، فجاءت الدامية، ورددت ما تردده الغزالة قائلة: جنجل وجناجل، افتحا لأمكما الباب، بقروني الحشيش، بأثدائي الحليب، وبفمي الماء.
وتملك جنجل وجناجل الخوف، لكنهما ردا على الدامية قائلين: اذهبي، أنتِ لستِ أمنا، بل أنت الدامية، لن نفتح لكِ الباب.

وحاولت الدامية كسر الباب، لكنها لم تستطع، فأسرعت إلى بيتها، وشربت علبة مليئة بالحلو، وقالت بصوت يشبه صوت الغزالة: جنجل وجناجل، افتحا لأمكما الباب، بقروني الحشيش، وبأثدائي الحليب، وبفمي الماء.

وأسرعت جناجل إلى الباب لتفتحه، فقال لها جنجل محذراً: جناجل، لا تفتحي الباب، هذا ليس صوت أمنا، بل صوت الدامية.

وضحكت جناجل، وقالت: أنتَ خائف، حتى توهمت أن صوت أمنا هو صوت الدامية، وما إن فتحت جناجل الباب، حتى اندفعت الدامية إلى الداخل، وبلعت جنجل وجناجل، ثم خرجت، ومضت متثاقلة إلى بيتها.

كان الغراب يراقب ما حدث، وهو واقف على شجرة تطل على بيت الغزالة، فانطلق باحثاًعن الغزالة، حتى وجدها، وأخبرها بما جرى لجنجل وجناجل، وأسرعت الغزالة إلى الحداد، وحدت قرنيها عنده، ثم أسرعت إلى الدامية، وتصدت لها قائلة: لقد بلعتِ صغيريّ جنجل وجناجل، تعالي نتناطح، فإذا غلبتني ابلعيني كما بلعتِ صغيريّ، وإن غلبتكِ شققتُ بطنكِ، وأخرجت جنجل وجناجل.

ووافقت الدامية على ذلك، وبدأ التناطح، وبعد معركة طاحنة، غلبت الغزالة الدامية، وشقت بطنها، فخرج جنجل وجناجل، وأسرعا إلى أمهما فرحين، واحتضنت الغزالة صغيريها، وقالت:

أنا غزالة غزيلة
وكروني حديد
كلمن ياخذ أولادي
الكينة بالبرية

جريدة عراقيون / العدد ٥٦٠ السنة السادسة عشر
الثلاثاء ٣ – ٩ – ٢٠١٩ / الصفحة الأخيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *