الكيانات السياسية ومقومات النجاح / علي المدني

 

المتابع الفطن للوضع العراقي بصورة عامة و للشارع السياسي بصورة خاصة سيلاحظ ان هنالك موجة قوية و غير مسبوقة في تاريخ العراق القديم و الحديث لتشكيل كيانات سياسية جديدة منها لا تعدوا عن كونها منصة لأعادة تدوير نفايات العملية السياسية الحالية ومن الجدير بالذكر و الملفت للأنتباه توجه فئة الشباب لهذه التشكيلات بعد ان فقد الشارع للعراقي ثقته في كل الاحزاب بل لا أبالغ ان قلت أنه فقد ثقته بالعملية السياسية برمتها و جدواها بل أن الكثير من هؤلاء الشباب هم النواة الحقيقية لهذه الكيانات.

 

و شخصياً اعتقد ان سبب عودة الشارع العراقي لتشكيل مثل هذه الكيانات هو وصوله الى قناعة تامة بأنه لن تكون هنالك اي عملية اصلاح لأي منظومة من خارجها لذلك عليهم الدخول داخل المنظومة و محاولة إصلاحها من الداخل و شخصياً اعتقد ان هذه القناعة تولدت بعد ان فشلت الحركة الأحتجاجية في تلبية متطلبات الشارع الى حداً ما على كل حال شخصياً مؤمن ان إشعال شمعة خيراً من لعن الظلام .

 

لا يغيب عن ذهن أي واعي في هذا المجال ( العمل السياسي الحزبي ) أن مقومات نجاح أي كيان يعتمد على ثلاث عوامل رئيسية و هي:

 

اولاً – الفكرة و هي المشروع الفكري لهذا الكيان و توجهاته و مشاريعه و اعتقداه بشكل و مضمون الدولة كذلك شخصياً اعتقد انه يتوجب تتضمن هذه الفقرة طرق و اليات الوصول الى الغاية فليس صحيحاً أن الغاية تبرر الوسيلة بل أن الشرف في الوسيلة للوصول الى الغاية.

 

ثانياً – رأي المال وهنا قد يختلف معي الكثيرين بقولهم أن الفكرة الصائبة ليست بحاجة الى أموال بل يذهب بعض المتطرفين الى القول بأن الفكرة التي تحتاج الى اموال ليست بفكرة !!! و هنا أتحداهم ان يعطوني فكرة واحدة ( فكرة سياسة ) واحدة فقط من بين مئات الأفكار والفلسفات السياسية انتشرت و تمكنت من الوصول الى مقاليد الحكم بدون أموال حتى أن رسول الأسلام صاحب أعظم فكرة ( فكرة سماوية ربانية خالية من أي اخطأ بشرية ) مع ذلك قال لم ينتشر الأسلام الإ بسيف علي و أموال خديجة حتى ماركس مؤسس الشيوعية و فكرها و معتقداتها كان يعتمد بشكل كلي تقريبا على شريكه في العمل أنجلز لذلك اتمنى منهم ان يكونوا اكثر واقعية فأي فكرة في العالم لن تستطيع دفع رسوم تسجيل الكيان ولن تتمكن من دفع أيجارات المقر !!

 

ثالثاً – القاعدة المقصود هنا بالقاعدة الجماهيرية لذلك الكيان و هنا تختلف الكيانات في اختيارهم لهذه القاعدة فمنهم يعتمد على الكم ليكونوا ضمن المشروع نفسه و بالعادة تتصف هذه الكيانات بضعف الفكرة فاعرضها بالعدد و بالعادة تكون ذات قوة اقتصادية قوية ( المجلس الأعلى ) مثالاً أو انها تعتمد على النوع لا الكم و تعوض نقص العدد في كادرها بفكرتها التي تستحوذ على عقول و أفئدة الشعب و بالعادة تكون ذات موارد مالية ضعيفة.

 

شخصيا اعتقد ان العلمانيون في العراق تمكنوا من تحريك الراكد و أن المواجهة لسياسية القادمة أو التي بعدها ستكون علمانية اسلاموية بدلاً من سنة شيعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *