مراقبون: النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط نحو التراجع والتقلص

 

يرى مراقبون سیاسیون أن الدور السياسي والنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط في طريقه إلى التراجع والتقلص، لا سيما بالتزامن مع تولي دونالد ترمب إدارة البيت الأبيض وظهور تطورات على سياسات جديدة في الشرق الأوسط، ومنها إعادة الحياة إلى العلاقات العراقية السعودية بعد فترة ركود استغلتها طهران لصالحها.

 

وقد تعد زيارة وزير الخارجية السعودي مؤخرا إلى العراق، ومن بعدها مشاركة بغداد في مؤتمر القمة العربية والتأكيدات المتبادلة بين الطرفين على ضرورة تطوير العلاقات بين الجانبين، فضلا عن إبراز “العمق العربي” للعراق على لسان مسؤولين عدة في الآونة الأخيرة، تمهيدا لسحب العراق من منطقة نفوذ إيران، ولا سيما في ظل التطور الملحوظ من مواقف حيدر العبادي تجاه الرياض والتطمينات الموجهة من العراق نحو المملكة بهذا الصدد.

 

وقال المدير العام لمعهد الشؤون الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإيرانية مصطفى الزهراني، إن على بلاده دراسة استراتيجية ما أسماها “ورطة الخروج من سوريا”، في ظل تلميحات سورية إلى أن دمشق تقف مع من يقدم لها أكثر، في إشارة إلى روسيا، علما أن الأخيرة قدمت من الناحية العسكرية لدمشق أكثر مما قدمته طهران من خلال تأمين الغطاء الجوي لبشار الأسد في حربه ضد الفصائل المسلحة سواء كانت من طرف المعارضة أو من طرف تنظيم داعش.

 

ويعكس هذا التذبذب في المواقف الإيرانية محورين مهمين، الأول هو الصراع الداخلي بين معسكري الإصلاحيين والمحافظين داخل إيران، والثاني هو سياسة جديدة إيرانية هدفها التغيير في المواقف في المنطقة، والتي تشهد تغييرات جديدة تقودها الولايات المتحدة الأميركية.

 

ويعزو خبراء استراتيجيون التخوف الإيراني من المواقف الجديدة في المنطقة إلى وقوع إيران بين دول لا ترتبط معها بعلاقات استراتيجية قوية، وتنتظر الفرصة لتوجيه ضربة أميركية إلى طهران أو على الأقل مساعدة الولايات المتحدة في هدفها المعلن منذ مدة طويلة، ولا سيما مع مجيء رئيس ينتمي للجمهوريين،المعروفين بشن حروب خارج أميركا وفي أي بقعة جغرافية تتطلبها مصالحهم الانتخابية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *